مازالت علاقة الرجل بالمرأة تحيطها أشواك كثيرة، وهذا ما جعل معدلات الطلاق في ارتفاع، حتى إن الدخول بمشروع زواج أصبح أصعب مما مضى، وهناك أسباب كثيرة هي في الغالب تعود إلى الرجل، ولو بحثنا في أهم أسباب هذه المشكلة لوجدنا أنها الأجواء العامة التي تسود المجتمع.
أغلب الرجال اليوم ما يشغل بالهم هو علاقة السلطتين أولا وأزمة كورونا ثانيا! مما حول بيوتنا إلى جحيم قاتل وعلاقاتنا أصبحت أكثر مرارة مما سبق، ولا أدري ما علاقة أزمة السلطتين بالعلاقات الإنسانية؟! فهذه أزمة طفت على الساحة مؤخرا وإثمها عند الله لن يتخلص من وزرها من تسبب للمجتمع في هذه الكارثة الاجتماعية.
اليوم رجالنا بماذا يفكرون، في الاستجواب الفلاني، في المشاريع التنموية المتعطلة، في الإدارة الحكومية، هذا فضلا عن شعور الرجال بالغبن والحسرة إما بسبب عدم تقلدهم المناصب فهم يجدون أنه لا توجد عدالة في توزيع المناصب الحكومية، وإما بسبب اضطهاد رؤسائه له في العمل أو بسبب مشروعه الذي فشل وتكبده الخسائر.
أي إن مجمل تفكير الرجل ينصب على قضايا وأمور لا تعني المرأة المقربة منه، فيكون معها كقالب الثلج لا يشعر بها ولا يقدر حبها له وعند أتفه الأسباب ينفجر بوجهها كالبركان وإذا ما رحمها من سلاطة لسانه وغلاظة يديه تجده يعاملها ببرود ولا يشعر بها.
لا أدري إن كان أغلب الرجال الذين يكون تفكيرهم بهذه الآلية يعرفون أنهم يمرون بأزمة نفسية واكتئاب حاد قد يقودهم إلى ما لا تحمد عقباه وقد تتسبب لهم في الكثير من الأمراض العضوية ولن تقف لدى الأزمة النفسية؟
أيعقل أن تدخل السياسة في بيوتنا وتحطم رجالنا بهذا الشكل، فكم من حالة طلاق حدثت والسبب عائد إلى أمور لا تتحملها المرأة غالبا، بل بسبب ما يشعر به الرجل من ضغوط خارجية جعلته يصب جام غضبه على أقرب الناس إليه.
فكلمة الحمد لله على كل حال هذه مع الأسف لا يذكرها كثيرون، والإيمان والتفاؤل بأن الغد سيكون أفضل هذه مع الأسف مفقودة، وقد ازداد الوضع سوءا في العلاقات الأسرية والاجتماعية بعدما فرض حظر التجول، فأصبح بعض الرجال متبلدي المشاعر أكثر مما مضى، متناسين أنه حتى الحظر له نعمة على الأقل سيجعله متفرغا لمن يحبونه وهو منشغل عنهم بقضايا الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي!
فغالبا الأزمات أول حلولها هو التكيف معها والتعامل معها بإيجابية والنظر إليها على أنها أمور مؤقتة ستنجلي يوما ما ومحاولة التكيف مع الوضع والبحث عن الأشخاص الذين يحبونه حتى لا يشعر بالوحدة لأن الوحدة ستزيد محاولة الإنسان تضخيم الأمور وجعلها أزمة حقيقية.
والرزق لا يتوقف على علاقة السلطتين أو انجلاء أزمة كورونا أو تحسن الأوضاع الاقتصادية، فقد يكون رزقك قلبا صادقا يحبك ويخلص لك، وهذه مع الأسف أصبحت عملة مفقودة في عالمنا الحديث.
وقد يكون الرزق أن صحتك جيدة، وتعيش بلا مشاكل، ولست مطالبا جزائيا أو مدنيا وتمشي بالشوارع وأنت لا يعرفك أحد ليفسد عليك خلوتك، وتنام وأنت بريء من ظلمات الناس وتعرف أنه لا أحد يدعو عليك، فهذه كلها رزق وسعة.
إلا أن التفكير بهذه الطريقة مع الأسف يفتقده كثيرون وأصبحت المرأة هي الضحية في كل هذه الأزمات مع برود الرجل الذي حول حياتها إلى جحيم قاتل، فوالله نساء كثر يتمنون أن يشعروا بالسعادة وأن تغمر الابتسامة وجناتهن، فالكل بات يشكو من الرجل وبروده وتبلد مشاعره والسبب، «صدق أو لا تصدق»، هو الحكومة والبرلمان.
ولا نقول إلا أننا نتمنى ألا نسمع أخبارا سياسية سلبية بعد اليوم، ونتمنى أن تخفي السلطتين عنا أخبارهما المحزنة لأن مشاكل البرلمان أثرت سلبيا على بيوتنا وجعلتنا نعيش في جحيم قاتل.