منذ أن حل الوباء حول العالم ونحن نواجه اختلالا كبيرا في ميزان الحياة التي كانت منتظمة وتسير بالثانية والدقيقة بانتظام، إلا أن اليوم الحياة تغيرت ولا احد يستطيع اختيار أو الوقوف على القرار الأمثل في ظل جائحة هذا الوباء الذي بات يفتك بالبشرية عضويا ونفسيا حتى إنها مهددة لأرواحنا ولا نعلم متى ستعود الحياة كما كانت، فالمؤشرات متذبذبة وفي كل عام يقال إنه سينتهي نهاية هذا العام ويحل عام جديد وحال الوباء بازدياد.
فاليوم طفت على الساحة لدينا في الكويت مشاكل متعددة منها سياسية وأخرى صحية وتربوية وقد تكون الأخيرة هي التي باتت تقلق المجتمع اكثر مما سبقها لأننا نتحدث عن مصير أجيال قادمة ترغب بالتعلم ولكن البعض ممن لا يرغبون في التعلم أصواتهم هي الأعلى.
فطلبة كثر يحلمون في العودة لمقعد الدراسة لأنهم افتقدوا أصدقاءهم ومعلميهم وملاعب المدرسة وأجواءها ويحرصون على مستقبلهم، حيث إنهم يرغبون في أن يؤدوا الامتحانات في المدارس حتى يضمنوا ألا تشوب شهاداتهم أي شائبة في المستقبل.
إلا أن أصحاب الأصوات العالية ممن وجدوا من جائحة كورونا نعمة من الرب حتى لا يذهبوا للمدرسة ولا يستيقظوا مبكرا ولا يؤدوا الاختبارات بل يرغبون في النجاح وهم نائمون، هؤلاء بالتأكيد لديهم خلل كبير في آلية تربيتهم منذ صغرهم، وعلى الرغم من ذلك فهم يملكون جرأه كبيرة مخيفة مما دفعت البعض منهم للدعوة للاعتصام احتجاجا على قرار وزارة التربية واختراق موقع وزارة التربية لإيصال صوتهم بأنهم يرفضون الاختبارات الورقية حيث انهم يريدون أن ينجحوا بلا تعب ويريدون معدل 100% إما بالغش أو هدية من السماء.
وهذا أمر خطير، فلم نسمع في تاريخ الكويت أن هناك طلبة لم تتجاوز أعمارهم 17 عاما يطالبون بالمظاهرات، وهذا السلوك بالتأكيد كان بتشجيع ممن يوافقهم في مثل هذه الآلية بالتفكير، بل لربما يكونون أبناءهم، فكل قرار لا يعجب البعض يدعون للاعتصام والتظاهر ورفع الصوت والتهديد والوعيد، أي ارتكاب مخالفات قانونية لإرهاب المسؤولين للخضوع لأصواتهم العالية.
وهذا بالتأكيد مبدأ مرفوض وسلوك لابد أن يتوقف عن النمو لأن استتباب الأمن في المجتمع والسكينة وعدم إزعاج بقية أفراد المجتمع هذه أهم من القضايا الشخصية.
فنحن إلى الآن لا نعلم مصيرنا وهل ستنخفض أعداد الإصابات بكورونا أم لا، لأن الحكومة بالتأكيد حريصة على حياة شعبها أكثر منهم وإلا لما توقفت الحياة بهذه الصورة لأجل الحفاظ على صحة الإنسان في الكويت.
هذا فضلا عن التناقض الواضح بالنسبة للطلبة المنادين بالاعتصام لمنع الاختبارات الورقية فبينما هم لا يتركون مجمعا ولا مطعما ولا ديوانية ولا زيارة أهل أو أصدقاء بينما عند المدارس يتوهمون أن الفيروس ينتظرهم وسيأخذهم بالأعناق وكأن كورونا تقف عند أبواب المدارس والجامعات بينما بقية أماكن الترفيه والتسلية هذه محصنة من الفيروس.
إن كل ما يحدث لدينا من أصوات تعارض لأجل المعارضة بغض النظر عن المصلحة العامة هذه باتت تزعج المجتمع كثيرا ونطالب الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تكفل لنا استقرار مجتمعنا واستتباب الأمن فيه.
وبالأخص انه كما هناك أناس أحدثت أزمة بسبب الامتحانات الورقية هناك الكثير من الطلبة الأبرياء الذين اشتاقوا للمدارس ويرغبون في تأدية الامتحانات الورقية حتى يتأكدوا من تحصيلهم العلمي ولا يضيع مجهود دراستهم في الهباء.
فبعض الطلبة وأولياء أمورهم الذين نادوا وشجعوا أبناءهم على ألاعتصام نقول لهم إن هناك آلاف الطلبة فرحوا وينتظرون الامتحانات لأن هؤلاء الطلبة المجتهدون أمضوا العام في الدراسة وليس التغريد بتويتر والجلوس على برامج تيك توك وإنستغرام وسناب شات ثم بعد ذلك أصابهم الرعب من عودة الامتحانات فنريد أن تعي فئات في المجتمع أن هناك طلبة كويتيين مجتهدين ويحبون التعليم.