أيام قليلة تفصلنا عن شهر الخير والبركة، شهر الصيام والقيام، شهر ترفع فيه الأعمال وتعتق فيه الرقاب، اللهم اجعلنا وإياكم من صائميه وقائميه وتالين القرآن في أيامه المباركة.
وبداية نستهل في رفع أسمى آيات التهاني والتبركيات لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وعموم الشعب بمناسبة قرب شهر رمضان، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
وعلى الرغم من كل ما تحمله هذه الأيام المباركة من تباشير للخير والفرح إلا أننا مازلنا لم نتخط الأزمة الصحية التي تعترينا، فها نحن في العام الثاني على التوالي نصوم دون وصل لأرحامنا ودون مظاهر الفرح والبهجة التي اعتدنا عليها قبل الجائحة والأرقام في تزايد مستمر ولا يوجد لدينا حل آخر سوى التضرع للمولى عز وجل أن يزيح عنا هذا الوباء في أسرع وقت ممكن.
حقيقة الكل يتساءل عن حقيقة هذا الوباء الذي أشغل العالم بأسره فيعتبرونه العدو الخفي الذي لا يمكن التنبؤ بموعد هجومه على الأفراد ولا يعرف الآلية التي يتم من خلالها تلافيه وتجنبه، فقد جربت كافة دول العالم كل الطرق الممكنة وغير الممكنة وعلى الرغم من اللقاح إلا أن الإصابات في تزايد.
وهذا يجعلنا نقف وقفة جادة مع انفسنا لنراجع خطايانا حتى نعرف بماذا نحن مقصرون ليبتلي الله العالم بمثل هذا الوباء وقد تكون فرصة التوبة عن الخطيئة في مثل هذه الأيام المقبلة التي ستهل علينا فرصة لكل عاص أن يراجع نفسه وحساباته مع الرب ويلتجئ إليه حتى يغفر له ما سلف ويبدأ بداية جديدة مع الرب مع عهد جديد من التوبة والاستغفار فلربما باستغفارنا يرفع الله عنا هذا الوباء ويجليه وتعود الحياة لسائر عهدها من جديد.
حقيقة بالرغم من جميع مظاهر التوعية الدينية التي نعيشها في أيامنا هذه من تأثير لقنوات التلفاز واليوتيوب وظهور الكثير من الدعاة إلى تقريب الأفراد من دينهم وحثهم على الامتثال بتعليماته إلا أنه مع الأسف نجد أن هناك ممن بلغ من العمر عتيا ولا يصلي ولا يصوم وهذه حقيقة تقشعر لها الأبدان حين يبلغ المرء من العمر الكثير ويكون على قدر من العلم والمعرفة ويتكبر عن السجود لله وصيام شهره الفضيل.
حقيقة يخطئ البعض حين يعتقد أن الإسلام بالقلب ويكفي الإيمان والنية الصافية ولكن نقول عذرا فلا يوجد أحد على وجه هذه البشرية نيته صافية ولا يخطئ لأننا جميعنا لدينا شيطان يغوينا على فعل المحرمات وأولى هذه المحرمات هو ترك الصلاة والصيام بحجة أن الإيمان بالقلب، ولكن الإيمان إذا لم يترجم لأفعال وعبادات فما الفائدة منه؟ فكلنا مؤمنون ونادرا أن تجد أن هناك من ينكر وجود الله ولكن ميزنا الله نحن المسلمين بضرورة عبادة الرب بالصلاة التي فرضها علينا وبالصيام في الشهر الذي أنزل فيه القرآن ومن يتعمد ألا يعبد الرب إما تكاسلا أو كفرا نقول له اتق الله في نفسك فلعنة الرب إذا ما حلت عمت على الجميع وكل على نياته.
فحقيقة هذا الوباء الذي نعيشه اليوم على الرغم من كافة التراشقات الكلامية والاتهامات إلا أن الحقيقة المسلم بها أنه غضب من الرب وعلينا العودة لرحاب الله ووصايا رسولنا الكريم.
فحقيقة، كثيرا ما نستغرب من الأعذار التي يطلقها البعض حين لا يصلي ولا يصوم متذرعين بحجج واهية والحقيقة أن مثل هؤلاء لا يخشون الرب لأنه من يخشى الله ويتقيه أبدا لن تجده يتكاسل عن أي فريضة فرضها الله علينا لأن مخافة الله في قلبه وأولى مظاهر الخوف من الله هو الامتثال لأوامر الرب وعدم التهاون بالواجبات فهل يجوز ألا يصوم المرء ولا يصلي ويرتكب المحرمات ثم يقول أنا أخشى الله؟ بالتأكيد لا.