أسرنا خبر قبول مجلس الوزراء التحاق 500 طالب وطالبة من كلية التمريض التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعمل في وزارة الصحة في الهيئة التمريضية وهو الأمر الذي يشكرون عليه كونهم طلبة وسيجمعون بين العمل والدراسة ما سيتسبب لهم في مجهود مضاعف جعله الله في ميزان حسناتهم.
فكثيرا ما نشدد على إعطاء التخصصات التي تحتاج لها الدولة ميزات مادية وأدبية حتى نشجع التحاق الطلبة بها وقد تكون مهنة التمريض من اكثر المهن التي شهدت عزوفا شديدا لسنوات من أطياف متعددة من المجتمع للالتحاق به على الرغم من أهمية الدور الذي يقوم به الممرض في حياة المريض، فهو العين الساهرة وهو خط الضمان الأول بعد الله لهذا المريض كونه يحتك به مباشرة.
فاليوم الكل يطالب الحكومة بتكويت الوظائف وهو حق مشروع للمواطن في أي دولة، ولكن في المقابل لابد أن يكون هناك اكتفاء في عدد شاغلي الوظائف حتى تتم المطالبة في المقابل بتكويتها، ولا يقتصر هذا الاكتفاء على القطاع الحكومي بل لابد أن يشمل القطاع الخاص وهو الذي أمره صعب نوعا ما نظرا لقلة عدد الشعب الكويتي، فإذا وصلنا لمرحلة تم الاكتفاء في القطاع الحكومي فسنحمد الله، نظرا لأن الشعب عدده قليل، وبالتالي لن يلبي كل التخصصات مع تنوع الميول العلمية للطلبة والطالبات.
فقد ذكرت مصادر إخبارية أن ديوان الخدمة المدنية حدد التخصصات التي يحتاج لها سوق العمل في الكويت، ولكن في المقابل لابد من دراسة ممنهجة في كيفية تحفيز الطلبة للالتحاق بهذه التخصصات، فنظرة المجتمع مع الأسف لبعض الوظائف لاتزال لا تشجع على الانخراط بها، وهو الأمر الذي لابد أن يتم التوجيه الإعلامي عليه حتى نغير عقيدة المجتمع ونظرته لبعض الوظائف.
فعلى سبيل المثال، مهنة التمريض مهنة مهمة جدا، ولكن هناك فئات كثيرة ترفض انخراط أبنائها فيها إما بسبب العادات والتقاليد التي لا علاقة لها بمهنة التمريض السامية لكنها نظرة رجعية ليس إلا، أو بسبب نظرة المجتمع لمهنة التمريض.
فالكثير لا يعرف خطورة مهنة التمريض وأهميتها فقد ينقذ الممرض المتمرس حياة مريض من الموت وقد يدفعه ويعجل به للموت متى ما كان غير كفؤ، هذا فضلا عن فرض الكفاية الذي يفرض على كل مجتمع إسلامي ان يكون لديه ممارسون للمهن المهمة التي يحتاجها المجتمع في كل التخصصات وإلا أثم المجتمع بأكمله.
فالتمريض مهنة سامية وتحتاج إلى علم ومعرفة لا يقل اهمية عن كلية الطب، فالممرض لابد ان يتقن اللغة الإنجليزية ويعرف كافة الأنواع من الأمراض وكيفية التعامل مع كل حالة على حدة.
هذا فضلا عن مواصفات شخصية بحيث يتوقع من الممرض ان يكون شجاعا ولا يخشى التعامل مع الحالات الحرجة وذلك لأن ارتباك الممرض لدى الحالة المرضية التي قد تشارف على الموت قد يؤدي إلى موت هذا المريض فعلا.
هذا فضلا عن تمنياتنا أن يضاف إلى الدراسة في قسم التمريض ليس فقط الأمراض والأدوية بل كيفية التعامل مع المعدات الطبية لأنها مهمة، حيث لابد أن يكون لدى الممرض القدرة على التعامل مع كل الأجهزة الطبية وكيفية تركيبها على جسم المريض وعدم الاستعانة فقط بالفنيين بل لابد أن تكون للمرض مهارات لأنه في حالة عدم وجود الفني والتأخر في إيصال، على سبيل المثال، جهاز الأوكسجين للمريض وانقطع عنه، بالتالي سيموت هذا المريض.
وعليه، فإننا نرغب في تغيير نظرة المجتمع لكل العاملين للطواقم الطبية وإعطائهم أهمية أدبية ومجتمعية والإيمان برسالتهم السامية فهم يسهرون لرعاية مرضانا وهذا أجره كبير عند الله أن تنقذ حياة الأرواح وأن تكون كفؤا في تخصصك.
فاليوم المجتمع بكل أطيافه لابد أن يحيي هؤلاء الطلبة الذين أخذهم واجبهم الوطني والديني وقرروا الجمع بين الدراسة والعمل لإنقاذ أرواحنا، فشكرا لهم من القلب، ونقول لهم أنتم الجنود البواسل.