نخرج من أزمة إلى أخرى ومن إشاعة إلى أخرى، وكلها أوهام ضالة وظنون سوء، أعان الله حكومتنا على ما ابتليت به من بعض الفئات التي لا مهمة لها في هذه الحياة سوى نشر الشائعات والظنون السوداوية لترويع المجتمع ليس إلا، ونشر الاكتئاب والقلق بين أوساط المجتمع.
فاليوم، البرلمان نظرا للعطلة البرلمانية هو في هدنة، أدامها الله عليهم، ولكن ظهرت علينا شرائح أخرى تهدف إلى خلق أزمات في المجتمع ليس إلا، فبالأمس وقفات احتجاجية لأجل الامتناع عن التطعيم والتشكيك بالحكومة والزعم بأنها أحضرت لنا السم القاتل لتقتلنا به وهذه الظنون إثمها عند الله وحده يتحمل وزرها من يفكر بهذه الطريقة الضالة.
أزمة أخرى كانت نتيجة الامتحانات الورقية لأن البعض لا يرغب في أن يقيّم أبناؤه بطريقة عادلة، فيريدون الدرجات العلى وهم في منازلهم دون تعب ودون مجهود.
ثم بعد ذلك مع كل دعائنا وصلاتنا وتضرعنا للباري عز وجل أن تبدأ الحياة بالعودة لسائر عهدها ظهرت لنا أصوات نشاز تطالب بمنع المدارس لأن هناك أشخاصا ومع الأسف لا تعتبر أن التعليم له قيمة وقامة ومقام، بل تعتبره أمرا إضافيا مزعجا، تتمنى الخلاص منه، وكأن الله في كتابه الكريم لم يأمرنا بالعلم والعمل، حتى إن أول آية نزلت على الحبيب المصطفى كانت «اقرأ» تأكيدا من الله ألا يجتمع الإسلام مع الجهل والتخلف، بل العلم والعمل.
واليوم أزمة جديدة وما هي؟ أزمة فحص الـPCR فالبعض يظن سوءا بالحكومة أن الفحص سيكون برسوم وأن الأسرة الكويتية ستتحمل نفقات الفحص، حقيقة لو كنا في مكان آخر غير الكويت لصدقت ولكن أن تصدر مثل هذه الشائعات على حكومة الدولة الراعية التي ترعى المواطن من المهد إلى اللحد أجده افتراء وتجنيا وأمرا معيبا.
فالحكومة اليوم بكامل طاقاتها ترغب في ضبط المجتمع والبدء بالعودة للحياة الطبيعية دون أن تتفاقم حالات الإصابة بكورونا، فأمامها تحديات متعددة هي ضرورة العودة للحياة الطبيعية مع أهمية عدم ارتفاع معدل الإصابة بالوباء، حمانا الله وإياكم منه.
إلا أن البعض هدفه فقط بث سمومه وأفكاره السلبية على المجتمع لرفع حالات الاكتئاب بين أطياف المجتمع ونزع ثقة المواطن في حكومته هكذا ليس إلا، لا أعرف إلى متى ستستمر مثل هذه الحالة لدينا؟ حقيقة لا أعرف، فأطياف كثيرة في المجتمع تشعر بالاستياء مما تسمع وتقرأ وكأن الله سلط علينا أشخاصا هدفهم نزع ثقة المواطن في حكومته ليس إلا.
وهذا ليس من قبيل الدفاع عن الحكومة، فليس لدي مصالح شخصية او صداقات تجعلني احمل هذا الرأي ولكني كمواطنة عادية وكغيري ممن يكنون ولاء لهذه الدولة ولا يقبلون حقيقه بمثل هذه الافتراءات لأن مثل هذه السموم بالتأكيد لن تؤثر فيّ أو بالنسبة لفئات البالغين الراشدين ولكن الخوف على المراهقين من التأثر بمثل هذه الشائعات فهم قد ينقمون على حكومتهم ويظنون أنها ضدهم وهذا توجه خطير لأن سلبياته كثيرة على الأجيال القادمة بشكل كبير.
لذا فإن كل ما نحتاجه اليوم هو وقفة جادة تجاه مروجي الشائعات وتجاه من يبث أوهامه الضالة في المجتمع فالكويت بإذن الله في أيد أمينة ورعاية الرب لن تتخلى عن هذا الوطن وأبنائه المعطائين وأنا متأكدة من ذلك.
لذا فإن لغة المنطق تقول إنه بالتأكيد سيكون فحص PCR مجانيا للطلبة والطالبات لأنه لم يحدث أن الحكومة كلفت على مواطنيها وحملتهم أعباء إضافية، فلله الحمد حكامنا عادلون ورحيمون وهم منا ونحن منهم لذا كفاكم تشاؤما ولننظر للغد بصورة أفضل ولنتعاون مع الحكومة بشكل أفضل حتى تسير سفينة الكويت بأمان.
فاليوم الحكومة بكل طاقاتها تعمل على إيجاد الحلول المواتية لتسيير ركب الحياة بالدولة مع إرضاء المجتمع، لذا فكل ما نحتاجه بهذه الفترة مد جسور التعاون ومن لديه مقترح او بحث أو دراسة مفيدة فليتقدم بها للحكومة وهي بالتأكيد ستعمل بها متى ما وجدت بها ما هو منطقي التطبيق وينفع الدولة.