تعتبر مشاكل الطلبة في المدارس من أكثر المشكلات التي بحاجة إلى تسوية عاجلة من وزارة التربية، فلا يمكن أن نصل لمجتمع آمن خال من العنف والجريمة دون أن نقتلع بذروها من تربتها حتى لا تنمو وتثمر أضرارا ستطول المجتمع مستقبلا.
فالكل لاحظ حالات العنف والجريمة التي تفشت في المجتمع في الآونة الأخيرة ما بين ضرب وقتل وانتحار وتعاطي مخدرات وانحراف أخلاقي وديني، وهذا كله لماذا؛ لأن الأساس عدم وجود تربية في الصغر.
فمع ارتفاع معدلات الطلاق التي كشفت عنها إحصائية وزارة العدل مؤخرا فهي لا تدق ناقوس خطر، بل وصلنا معها للخطر ذاته، فماذا يعني 15 حالة طلاق يوميا أغلبها بين المواطنين أي أن كل يوم هناك 15 أسرة هدمت وتشتت، وهذا بالتأكيد له آثار سلبية وخصوصا في وجود الأطفال، فالبعض يعتقد أن رقابة الأب ووجوده في المنزل غير ضرورية للأطفال، ويقول البعض بما أن الأم حازمة فهذا يكفي، ولكن ماذا عن الجانب المعنوي للطفل الذي فقد والده ولم يعد يراه متواجدا في المنزل، هذا بالتأكيد أمر مضر على الأطفال بشكل كبير وله آثار نفسية كبيرة قد تقوده إما للعنف أو الانحراف الأخلاقي.
لن نخوض في نقاش جدلي بين المسؤولية هل هي ملقاة على كاهل الرجل أم المرأة ؟ فالمسؤولية مشتركة بينهما وقد يتحملها طرف واحد والذي ذهب للمحكمة وطلق من تلقاء ذاته، فهذا بالتأكيد مسؤول وحده عن الأضرار ويتحمل الإثم وحده، ولكن متى ما كانت مسؤولية مشتركة ناتجة عن صراخ ومشاكل وضرب متبادل وعدم تنازل أي من الطرفين تصبح بالتأكيد المسؤولية مشتركة.
فالبعض يطلق لأنه يرغب في الزواج من أخرى، وهنا السؤال لماذا تطلق والشرع حلل لك أربع زوجات، هل فقد الرجال رجولتهم ليسيروا خلف غيرة النساء من بعضهن، فهو يستطيع أن يعدد ويحزم بين الزوجتين ولا يطلق أيا منهما حتى إذا طلبت إحداهن الطلاق، بالنهاية العصمة بيد الرجل وهو الذي من المفترض أن يكون عاقلا ويمسك بزمام الأمور.
إلا أنه ومع الأسف أصبح كثير من الرجال لا يتمتعون بالحكمة والعقلانية ويسيرون خلف القيل والقال ولا يعرفون كيف يتعاملون مع انفعالات المرأة، وكذلك كثير من النساء باتت تنقصهن الحكمة ولا يحترمن أزواجهن، وبالتالي الضحية اليوم هم أبناؤهن وفي المستقبل المجتمع بأكمله.
لذا، لابد أن تتدخل الدولة، فالحكومة بيدها السلطة، وهذه هبة من الرب كي تربي المجتمع وتضبط الأمن والسكينة، والبداية من المدارس، ونطالب وزارة التربية بأن تتحرك عاجلا بالترتيب مع وزارة الداخلية لوضع الحلول، فلن نخبركم ما هذه الحلول، لديكم استشاريون تربويون ونفسيون واجتماعيون حصلوا على شهادات من أقوى جامعات العالم.
واليوم بات دورهم في معالجة مشكلات الطلبة في المدارس والحد من العنف الذي نشهده في المدارس بين الطلبة والانحراف الأخلاقي، فمن يحمي الأطفال من اعتداءات الطلبة بين بعضهم البعض، ومن يشعر بمعاناة حتى الطفل الذي يمارس العنف على بقية الأطفال حوله ومن يحمي المراهق من تعاطي المخدرات ومن يحمي الفتيات من الانحراف الأخلاقي؟ بالتأكيد الحكومة لأن هذا دورها، فالمجتمع أمانة في رقاب أصحاب السلطة وسيحاسبون عليها.
وعليه، نتمنى أن نجد تسوية عاجلة، لا نريد أن تلقى توصياتنا ومشاكل أفراد المجتمع في سلة المهملات، فالحكومة والبرلمان انشغلوا لأعوام بنزاعات لا تعنى المجتمع، فهناك ضحايا قتلت وذهبت دماؤها سدى بسبب إهمال السلطتين التشريعية والتنفيذية قضايا المجتمع وهمومه.