تعتبر المشاكل الدولية من أكثر المشاكل التي تحتاج الى حلول وتسويات لأنها إن لم تتم السيطرة عليها منذ البداية إما أنها ستخلف حروبا مدمرة أو أنها ستتسبب في مجاعات وهلاك للبشرية.
ولسنوات طوال انشغل العالم بقضايا ومصالح الدول العظمى وهناك جزء من أفريقيا، وتحديدا جنوب أفريقيا، مهمل بالكامل، إي نعم ان هناك قيادات ودولا كثيرة تقع في أفريقيا الجنوبية ولكنها لم تتمكن من معالجة قضاياها،
بيد أن هذه الدول لديها تمثيل لدى منظمة الأمم المتحدة وتصوت على القرارات الدولية وغالبا ما تخضع هذه الدول لتأثير الدول العظمى فتصوت لمن يضمن لها استمرارها على خارطة الطريق.
وهذا هو حالها ولم يفكر أحد في أن يقلب موازين أفريقيا الجنوبية لتصبح ذات فائدة ونستفيد من خبراتها ونكتشف الطاقات الكامنة لدى شبابها.
وتأتي دولنا الإسلامية مجتمعة ولا تفكر في أن تقدم الى أفريقيا الجنوبية سوى الصدقات والزكوات ولكن لماذا؟ نعلم ان شعوبها تحصد المال دون عطاء وتعب ودون علم ومعرفة.
حقيقة ليس فقط جنوب أفريقيا التي تعاني من مثل هذه المشكلة فهناك في أميركا الشمالية والجنوبية دول كثيرة تئن.
البعض يعتقد أن مشكلة هذه الدول في الاستعمار البريطاني ولكن المشكلة في عقلية هذه الشعوب فها هي اليوم باربادوس استقلت عن بريطانيا العظمى وحصلت على الاستقلال وأصبحت لديها قيادة مستقلة وما المستقبل الذي يتوقعونه، سيكون حالهم حال أفريقيا الجنوبية وسيطلبون بعد ذلك الدعم من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية إذن لم تحل المشكلة وستبقى على حالها ولم يتغير في العالم شيء.
حقيقة نحتاج في هذا العالم الى عقلية ثائرة كالثورة التي أحدثتها الثورة التكنولوجية، تغيير في العقليات ونمط التفكير والأداء، هناك شعوب تطورت كثيرا وحدث بها تقدم أذهل العالم وقد يكون أبرزها الدول الخليجية فأين كانت منذ مائة عام مضت وأين أصبحت اليوم هناك تقدم وتطور وأصبح المواطنون في دول مجلس التعاون يتلقون العروض من الدول العظمى للعمل لديها حتى ان بعضهم يعمل في ناسا وغيرها من المؤسسات المهمة.
فنحن دول الخليج كان لا ينظر لنا بعين الاعتبار وكنا مهملين في العالم انظروا إلينا اليوم كيف اصبحنا وهذا ما نتمناه للدول التي تعاني من جهل وتخلف ومجاعة، نريدهم أن ينهضوا بأنفسهم علنا نستفيد من الطاقات الكامنة في عقولهم.
البعض قد يقول إن هناك شعوبا لا تتمتع بالذكاء ولكن من قال ذلك؟ فإذا كان من بين كل ألف واحد مفيد إذن نحن بدأنا نتعرف على الأذكياء ونستفيد من خبراتهم.
فالكل شهد الأزمة التي أصابت العالم في الطواقم الطبية والتمريضية ولكن ماذا لو ان دول جنوب أفريقيا عوضا عن المجاعة والتخلف الذي يعانون منه كانوا متعلمين؟ ألم يكن كان لهم دور في إنقاذ العالم مما مر به من محنة وأزمة صحية عالمية؟
اليوم السيد انطونيو غوتيريس لديه ملفات عالقة كثيرة عليه أن يعقد الاجتماعات ويبدأ بالمشاورات والتنفيذ وإلا فلن يتمكن من قيادة الأمم المتحدة ومعالجة قضايا الدول الأعضاء وإبقائها دون معالجة وحلول وإلا ما فائدة الأمم المتحدة التي ستبدأ بالتفكير والتصرف بعقلية بعض الدول النامية؟
فالعالم بحاجة الى قرار وحلول لا شيء غير ممكن ولا شيء مستحيلا ونرفض أن تكون هناك فئة وطائفة من البشرية تعاني مما تعانيه هذه الدول دون حلول.
أنا لا أقول اجعلوا من أفريقيا الجنوبية دولا غنية ولكن على الأقل دولا متعلمة تعتمد على ذاتها.