من الجميل في رمضان أن نستذكر أكثر القيم والوصايا الربانية والنبوية للأخلاق التي لابد أن يتحلى بها كل مسلم، وهي القيم التي تبنى عليها أمور كثيرة وعلاقات مهمة وهي التي متى ما هدمت تهدمت معها أشياء كثيرة ليس من السهل أن يتم تعويضها.
وقد تكون أولى القيم التي شدد الإسلام على التحلي بها هي الإخلاص، فيكون أولا لله بألا تشرك به شيئا، والإخلاص للرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، فبالإخلاص لله والرسول تستقيم السريرة ويستقر المؤمن في بقية جوانب حياته.
فلا يصح إسلام المرء دون أن يكون مخلصا لله في أعماقه قبل أن يظهر هذا الإخلاص بسلوك ظاهر، ومنها ننطلق إلى بقية جوانب حياتنا، فالإنسان المخلص هذا إنسان ذو قدر كبير من الإيمان والأخلاق وبالأخص أنها تبنى عليها الأوطان والبيوت والعلاقات الإنسانية.
فإخلاص الإنسان لوطنه يبني عليه هذا الوطن بسواعد مواطنين صالحين لا يخونون وطنهم ويعملون لأجله ويكون الإخلاص بالأعمال حتى وإن لم يرها أحد أو يجرمها القانون.
ومتى ما كان معظم أفراد الوطن مخلصين فستستقر المجتمعات وتبنى الأوطان وتزدهر، ومن الإخلاص للوطن نأتي لعلاقاتنا الاجتماعية، فالأبناء حين يكونون مخلصين لوالديهم سيطيعون أوامرهم وسيتحقق الرضا الاجتماعي وبر الوالدين.
وكذلك إخلاص الزوجين لبعضهما فهنا سنضمن استقرار هذه الأسرة وعدم هدمها فإخلاص الزوجة لزوجها يكون بمظاهر عديدة أولها ألا تخونه حتى في مخيلتها فلا تفكر برجل آخر وهي على ذمته ولا تنظر حتى لرجل آخر وأن ترى زوجها الأفضل على الإطلاق حتى ولو كان الآخرون أغنى منه أو أعلى نفوذا، فمن الإخلاص أن ترى الزوجة زوجها الأقوى والأفضل على الإطلاق.
وهذه أمرها مهم فحين تخلص المرأة لزوجها في قلبها أولا سيترجم هذا الشعور لأفعال فستجدها لن تخرج لمكان دون أن تخبره ولن تكذب عليه ولن تفعل أي شيء دون علمه باختصار لأنها مخلصة له فستمتثل لأوامره وهي أمرها مهم في الإسلام فمن لا تمتثل لأوامر زوجها ونواهيه وتطيعه وتريد أن تكون هي سيدة القرار وتسفه من رأيه ومن أوامره وطلباته، هذه باختصار لماذا تتزوج؟ فلتبق وحيدة أفضل لأن طاعة الزوج واجبة في الإسلام ومن تجد في نفسها أنها تساوي الرجل ولا تعترف بقوامة الرجل عليها باختصار فلتحمِ الرجل من ظلمها ولا تتزوج.
الأمر الآخر إخلاص الزوج لزوجته وهذا أمره مهم وهنا لا يعتبر مثلا زواج الرجل بزوجه أخرى خيانة أو انعدام الإخلاص لأن هذا حقه المشروع في الإسلام ولا يجوز أن نمنع الرجل عن حقوقه التي كفلها الله.
ولكن خيانة الرجل حين تكون زوجته متدينة وتطيعه وبها كل الصفات الحميدة ولكنه هو الذي يلجأ للعلاقات المشبوهة المحرمة لأجل الرغبة في التنويع وبأنه لا يستقر على امرأة، هنا في هذه الحالة بالتأكيد انعدام إخلاصه لزوجته يعتبر ظلما لها، وفي هذه الحالة ستهدم بيوت ويتشرد أطفال نتيجة مثل هذه الأفعال المحرمة.
لذا من الضروري أن تتعزز قيم الإخلاص في المجتمعات وهي التي تبدأ بإخلاصنا لله تعالى أولا وهي التي ستنتج عنها أمور كثيرة في شتى الجوانب سيتحقق عنها استقرار المجتمعات فمن يكون مخلصا لربه لن يخون الأمانة التي يتقلدها ولن يخون الزوجان بعضهما البعض ولن يخون الأبناء آباءهم فتستقر المجتمعات بشكل كبير.
وتقل بالتالي المشكلات الاجتماعية التي عمّت في بلداننا وهي التي تنافي عاداتنا وتقاليدنا وشيمنا الإسلامية التي جبلنا عليها منذ نعومة أظفارنا.