شهدت الفترة التي تولى سمو الشيخ صباح الخالد خلالها رئاسة الوزراء تحديات صعبة، فقد شابت تلك الفترة صعاب كبيرة ومسؤوليات جسيمة لم يشهدها أي من رؤساء الوزراء السابقين، حيث إن الدولة ولأول مرة في تاريخها المعاصر تستخدم قانون الضبط الإداري والظروف الطارئة نظرا لأنه لم يجتح البلاد وباء صحي مسبق في ظل القوانين المعاصرة.
بيد أن الدولة شهدت أوبئة وفيضانات في أزمنة ولكن بعيدة كانت الدولة لم تعتمد دستورها وقوانينها بعد وقد عالجت الفترة السابقة بآليات مختلفة إلا أن أزمة جائحة كورونا كانت سابقة جديدة على العالم بأجمعه وقد أحدثت ارتباكات متعددة لكثير من الحكومات في كل دول العالم تقريبا.
لذلك فمنذ تولي سموه رئاسة مجلس الوزراء بعدها بأشهر معدودة وقليلة حلت جائحة كورونا والجميع يعرف التدابير التي اتخذتها الدولة والإجراءات من إجلاء الكويتيين من الخارج والحظر وكان التحدي على كاهل الرئيس أن يتم ضبط الوضعين الصحي والأمني في البلاد.
فكان التحدي في ظل إغلاق الدول لحدودها البرية والجوية في كيفية توفير المؤن والمواد الغذائية، هذا فضلا عن توفير اللقاح والكمامات والمعدات الطبية، فضلا عن توفير الطواقم الطبية.
بالإضافة لذلك تيسير شؤون ومعاملات الدولة في ظل فترة الوباء وتحديات كثيرة كان سموه يتحملها بصمت وكان عليه تحدّ كبير هو أن يتخذ القرار المناسب والموائم والأقل ضررا على المجتمع.
فكل إنسان يصيب في جانب ويخطئ في جانب وإدارة الدولة في ظل أزمة كورونا تجربة لم يسبق أن احدا لديه خبرة في كيفية إدارة الدولة في ظل الظروف الطارئة، إلا أن سموه تمكن من ضبط البلاد وتوفير كافة احتياجات المواطنين والوافدين والسرعة في تلافي جميع العقبات والسلبيات التي خلفتها فترة الحظر وبالأخص في حظر بعض المناطق مثل المهبولة والجليب والفروانية وحولي.
وما تابع ذلك من تحد في كيفية ضبط حركة الدخول والخروج والتحقق الأمني من أن المناطق تم عزلها لتلافي تفشي الوباء، وهذا بالتأكيد كان يتطلب حزما من قبل سمو الرئيس في ضبط هذه المناطق وعدم الانفلات الأمني بها وتنسيق الجهود مع وزارة الداخلية لتلافي أي عقبات وسلبيات.
بعدها بفترة قصيرة صاحبت بداية فترة رئاسته للوزراء استجواب من البرلمان وقد كان تعسفيا لحد عدم مراعاة النواب المستجوبين للظروف الطارئة التي تعتري الدولة، وخلال فترة الاستجواب كان سيتم تقديم كتاب عدم تعاون مع سمو الرئيس إلا أن الضغط الشعبي مع ملازمة الفترة التي تقدم بها الاستجواب مع طلب التصويت على طلب عدم التعاون وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله.
وبعدها أتت فترة الانتخابات في الكويت لمجلس 2021 وهو الذي جرى خلال فترة كورونا التي لم تنته وكان تحديا جديدا أمام سمو الرئيس في كيفية ضبط عملية الانتخابات وضبط الندوات في ظل توجيهات منظمة الصحة العالمية التي وجهت بضرورة منع التجمعات وما صاحب ذلك من أحداث وندوات وتحد لإرادة وزارة الداخلية من قبل البعض.
ثم بعد ظهور نتائج الانتخابات توالت الاستجوابات لسمو الرئيس وتم تأجيل بعضها، إلا أن البعض كان يعتقد أن الأمر تشوبه شبهة دستورية، بيد أن الكل اعتقد أنه بصدور قانون العفو وزيادة عدد الوزراء المنتخبين سيعمل على تهدئة الوضع ومد جسور التعاون مع الحكومة، إلا أن سمو الرئيس واجه ويواجه أكبر تحد سياسي لرئيس مجلس وزراء.