لا أحد ينكر الأثر الإيجابي والفوائد الكثيرة من مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة المواقع التي تعم بالخير والفائدة على الجميع، فكم من ضال هدته نصيحة أحد المشايخ في مواقع التواصل الاجتماعي، وكم من مريض وجد العلاج الشافي له بعد أن عثر على الطبيب الجيد، وكم من معلومات قانونية وإدارية اكتسبها الكثيرون من مواقع التواصل الاجتماعي.
بيد ان ذلك الأمر لا ينفي أن هناك مندسين ظهروا مع ظهور قنوات التواصل الاجتماعي حتى يزرعوا الفتنة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي، والهدف هو أن يؤثر طرف على آخر سلبيا فينتقم منه بالتشهير به في مواقع التواصل الاجتماعي أو التأثير على شعبية الحكومات لتقليب الشارع عليهم حتى لا ينعم هذا البلد بالأمان والاستقرار أو لزرع الفتنة بين شعوب العالم للتأثير على مصالح الدولة العليا المستهدفة من هذا التأجيج.
وهناك حقيقة أناس تتصرف من تلقاء نفسها أي أن تبث فيديو أو خبرا كاذبا بهدف التشويش والتأثير أو أن تشتم شعب بلد معين لزرع الفتنة وهنا في هذه الحالة يكون الدافع شخصيا، أي أن هذا الإنسان سوداوي وسيء ويحب أن يعبر عن آراء تجول في رأسه لأن هناك خللا ما في دماغه ليس إلا.
إلا أن هناك الأخطر من التصرف الفردي ألا وهو أن تكون هذه المواقع المؤججة والمدعومة من جهات غير معلومة، وهنا علينا التوقف والشعور بالخطر الذي بات يحدق بنا لأنه بالتأكيد التصرف الفردي مردود عليه بتنفيذ أحكام قانون الجزاء على المخالف فيتم الردع.
ولكن المواقع التي تمول من جهات لا نعرف مصدرها ولا نستطيع الوصول إلى أفرادها لمحاسبتهم هنا يتوجب على مجلس وزراء الداخلية العرب التحرك السريع لتوحيد الجبهة الأمنية العربية والدولية للتصدي لمثل هذه الجهات التي باتت تؤثر على الكثير من الدول.
فنحن لا ندعم حكومات ضد شعوب ولا ندعم شعوبا ضد حكومات، فالهدف هو نزع بذور الفتنة وعدم التأثير على المسار الأمني والاستقرار الذي نأمل أن يشهده العالم أجمع حتى نتمكن من النجاح والإنجاز وتحقيق فوائد للبشرية من الاختراعات العلمية المفيدة.
فما فائدة أن تندلع الحروب وتسيل الدماء وزرع الشحناء بين شعوب العالم أو تدمير بلد بانشقاق الصف الداخلي لديه فتندلع الحروب وتتأثر الدولة واستقرارها ويموت شعبها ولنا في الأحداث الذي شهدها العالم العربي منذ أحداث الربيع العربي في 2011 وحتى اليوم فهناك العديد من الدول العربية لحقها الدمار ولم تستقر حتى اليوم، والمتضرر الأول هو الاستقرار الأمني في ذلك البلد ومستقبل الشعب وتضرره على الصعيد الأمني والاقتصادي.
وبالأخص إن هناك العديد من المشكلات الدولية التي تؤرق في المقابل الدول المستقرة وتتأثر سلبيا بالتالي من اضطراب دولة ما ألا وهي قضية اللاجئين وهي قضية لم تتمكن الأمم المتحدة من القضاء عليها لأنها قد تكون بتسلل لهذه الدولة فيكون هؤلاء الأفراد لاجئين غير شرعيين وبالتالي يتهدد أمن واستقرار تلك الدولة المستقرة.
وبالرغم من أن القانون كفل حق اللاجئين ولكن إلى متى يكون هناك لاجئون حول العالم مشردون يتركون أوطانهم وديارهم لأجل ماذا؟ لأجل أن هناك جهات تريد تدمير بلد ما وشعبه وزرع الفتنة.
لذا فعلى الرغم من حرصنا الشديد على دعم مواقع التواصل الاجتماعي التي تعم بالفائدة على المجتمعات والشعوب نطالب بتكثيف الجهود الدولية لضبط تلك الجماعات المؤججة والتي تعمل على إثارة الفتنة حتى ننعم بالسلام والأمن.