كثيرا ما نسمع في الحياة عن أناس فشلوا في تحقيق أحلامهم سواء أكانت هذه الأحلام مادية أو عملية أو اجتماعية، وغالبا ما يتم تعويل أسباب الفشل على الظروف الخارجة عن الإرادة دون النظر إلى أهم ميزة لابد أن تكون في الشخص الناجح والتي يفتقدها البعض ممن لا يحققون نجاحات في هذه الحياة ألا وهي الالتزام.
فالالتزام بمعناه المتعارف عليه يترادف مع التنفيذ أي تنفيذ الواجبات الموكلة للشخص، سواء أكانت عبادة فيكون المرء حينها ملتزما مع ربه بأن يكون ملتزما بصلاته وهذه القاعدة الرئيسية الأولى للنجاح بحيث من يكون ملتزما بأداء صلاته، كما هي مفروضة عليه سينتقل بعدها الى الالتزام في الجوانب الأخرى من هذه الحياة فنجده ملتزما بالدراسة ويؤدي الواجبات المنوطة به على أكمل وجه ومتى ما أراد أن يتفوق سيحقق نجاحات باهرة لأنه ملتزم بالدراسة في أوقات محدده وبمعدل يومي ثابت فتمكنه من النجاح دراسيا.
الأمر الآخر سنجد أن الملتزم بصلاته وملتزما بدراسته سيؤدي به ذلك الأمر إلى أن يصبح ملتزما بعمله فيلتزم بساعات الحضور والانصراف المفروضة عليه في جهة عمله ويؤدي المهام المطلوبة منه، ومع الوقت سنجد ان التزامه في الحضور بالمواعيد المحددة للعمل قادته إلى أن يصبح ناجحا في عمله يتقنه ويكتسب نتيجة العمل اليومي دون غياب مهارات لا يكتسبها الآخرون، فنجده يتفوق بالمقابل في عمله وقد يتبوأ منصبا مرموقا.
ومن نجده في المقابل ملتزما بصلاته ودراسته وبالتالي في حياته المهنية سنجده ملتزما في حياته الاجتماعية، فنجده زوجا ناجحا ومستقرا في حياه أسرية مستقرة نظرا لأنه تخير زوجته عن قناعة لأنه يعرف مسبقا ما الذي يريده من الحياة الزوجية، فالبعض يريد من الحياة الزوجية أمورا لا تعكس الواقع للحياة الزوجية فتفشل الزيجة نظرا لأن الحياة الزوجية بحاجة إلى أشخاص يتحملون المسؤولية ويتمتعون بالصبر حتى يتمكنوا من مواجهة الحياة وتربية الأطفال وتحمل المشاكل التي قد تنشأ وبالتالي فإن تحمل كلا الزوجين للمسؤولية الملقاة على كاهلهما تجعل تجربة زواجهما تجربة ناجحة ويحتذى بها وقد لا تواجههم صعوبات كثيرة في الحياة نظرا لأن التزام كل منهما بتأدية ما عليه من حقوق وواجبات تجعل العلاقة الزوجية ناجحة وسعيدة.
وكما أشرنا سلفا ان الالتزام هو السمة التي لابد أن تتوافر في المرء في شتى جوانب حياته ومنذ نعومة أظفاره بحيث يتربى على تأدية وتنفيذ ما هو مطلوب منه في هذه الحياة وأولها العبادة، فمتى ما تعلم المرء أنه خلق أولا في هذه الحياة لأجل العبادة فإنه متى ما أدى الدور المطلوب له تجاه الله سبحانه وتعالى فسيتمكن من القيام بتأدية بقية الواجبات المفروضة عليه لأن الصلاة ستحقق له الاستقرار النفسي والطمأنينة وستنهاه عن الفواحش التي قد تجره للمعصية وتؤدي به ان يكون غير ملتزم في شتى جوانب حياته.
وعلى النقيض من ذلك فكما هو الالتزام مفتاح النجاح في الحياة نجد ان عدم الالتزام أو الجدية من مفاتيح الشر والفشل، فنجد ان غير الملتزم بصلاته غير ملتزم بأي شيء التزاما حقيقيا يؤدي به الى النجاح، لأنه قصّر في عبادته لربه، ومن يقصر في عبادة الله سبحانه وتعالى كيف يتوقع ان تحل البركة عليه؟! فنجده بالتالي غير ملتزم في عمله وغير موفق في زواجه فنجد ان زواجه يبوء بالفشل لأنه لا يسير على قاعدة ثابتة يتمكن من خلالها أن يتخطى ويتلافى الأزمات التي قد تعتريه في حياته.
فكثيرا ما يعوّل البعض فشله في هذه الحياة على الظروف التي أحاطت به مع أننا لو نظرنا إلى ظروف أشخاص آخرين أكثر سوءا منهم لوجدناهم حققوا نجاحات لأن لديهم حس الالتزام، والالتزام فتح لهم أبوابا كثيرة كانت مغلقة أمامهم.