كثيرا ما تغلب عواطف المرء منا ومشاعره على عقلانيته بحيث يبدأ بالتفكير بما تمليه عليه مشاعره وأحاسيسه ورغبته الجامحة في عدم خسارة الطرف الآخر الذي غالبا ما يتعرف على نقاط الضعف لديه فيبدأ بابتزازه باسم الحب لتنفيذ رغباته.
وغالبا ما نجد أن ضحايا الابتزاز العاطفي من النساء، حيث نجد أن قلة من الرجال من يكون ضحية لمثل هذه المشاعر إلا إذا كان مسنا وتزوج من شابة صغيرة او كان له ولد وحيد فيلبي له كل طلباته خشية أن يخسره، ولكن في الغالب من يكون ضحية الابتزاز العاطفي المرأة سواء كانت ضحية من قبل زوجها أو أبنائها أو حتى أصدقائها، وذلك نظرا لطبيعة المرأة العاطفية التي تغلب لغة قلبها على لغة عقلها، وهذا الأمر نتج عنه الكثير من القضايا.
وذلك لأن الابتزاز أولاً مجرم بالقانون ومعاقب عليه، الأمر الآخر.. كثيرة هي حالات الطلاق التي نشأت نتيجة الابتزاز، فنجد أن الزوج يبدأ بالضغط العاطفي على زوجته حتى تلبي له متطلباته المادية، ومتى ما رفضت قام بتطليقها كنوع من الضغط عليها حتى يحصل منها على ما يريده، وهذا الأمر راحت ضحيته الكثير من النساء اللواتي بسبب حبهن لأزواجهن دفعهن للاستدانة وتحمل قروض طويلة الأمد لأجل إرضاء أزواجهن، ثم بعد ذلك كان جزاؤهن الطلاق، وبعدها تلجأ المرأة للقضاء للمطالبة بالأموال التي منحتها لهذا الزوج.
صورة أخرى من صور الابتزاز ابتزاز الأبناء لذويهم حيث نجد أن الولد قد يرفض الذهاب للمدرسة أو الجامعة من أجل تنفيذ طلباته وشراء ما يريده وإلا كانت النتيجة التهديد بعدم إكمال الدراسة.
وهناك على صعيد العلاقات العامة من يهدد بالانسحاب من حياة الآخر إذا لم يلب الآخر طلباته أيا كانت مشروعة أم غير مشروعة، فالمهم أن البعض يلجأ للغة الابتزاز والاستغلال للأطراف الذين غالبا ما يكونون يحبونهم، حيث في الابتزاز العاطفي بالتأكيد لن يقوم به شخص يعرف مسبقا انه غير محبوب لدى الطرف الآخر لأنه على يقين انه متى ما هدد بهذا الأمر فتهديداته لن تؤتي أكلها وستبوء محاولاته بالفشل ولن يحصل على ما يريده لأن الطرف الآخر غير متعلق به.
لذلك فالابتزاز العاطفي وسيلة يلجأ إليها أطراف يعرفون مسبقا بمدى حب الطرف الآخر لهم وأنه لا يستطيع التخلي عنهم، لذلك فإنهم يستخدمون الابتزاز على اعتبار أن الطرف الآخر ضعيف وسيخضع لهم.
وهذا تحديدا ما يجعلنا نؤكد على ضرورة عدم الرضوخ باسم الحب، فلغة الاستغلال مرفوضة، ومن يحب أحدا فبالتأكيد لن يتركه لأنه لم يلب له طلباته، وهذه الحقيقة هي التي لابد أن تكون في ذهن الشخص متى ما ابتغى أيا كان ابتزازه.
الأمر الآخر في سلوك الأطفال فمن المرفوض أن يتم الخضوع لهم وتعويدهم على لغة الابتزاز حتى تتم تلبية طلباتهم على اعتقاد بأنه في هذه الحالة تتم حماية مستقبلهم من الضياع، وذلك لأن تلبية طلباتهم بهذه الطريقة هي التي فيها مضيعة لمستقبل الأطفال والمراهقين وذلك بتعويدهم على تلبية طلباتهم فينتهجون هذا المنهج في حياتهم المستقبلية، وهو ما قد يعرضهم لكثير من المشاكل والفشل، وذلك لأن الفشل الحقيقي الذي قد يواجه الأبناء هو عدم قدرتهم على التكيف مع الظروف المحيطة بهم، فالحياة لا تقدم للمرء كل ما يريده، وهم بالتالي لابد أن يتم تعويدهم منذ الصغر على انه ليس كل ما يرغبون فيه سيحصلون عليه، فهناك الكثير من الأشياء التي تحرمنا منها الحياة ولا نحصل عليها.
لذلك فتحكيم لغة العقل ضرورية، أي نعم قد تكون صعبة في البداية ولكنها سينتج عنها نتائج جدا إيجابية في الحفاظ على كرامة الشخص من الطرف الآخر المستغل سواء كان الزوج أو الأبناء.