بعد ظهور نتائج الطلبة ومع البدء في الاستعداد للدخول للفصل الدراسي الثاني يحمل الكثير من الطلبة والآباء خيبات الأمل نتيجة النتائج التي تم احرازها من قبل كثير من الطلبة والتي قد لا تكون ضمن طموح أولياء الأمور، البعض يعول السبب على الطلبة بأنهم لا يدرسون، والبعض الآخر يرمي المسؤولية على المعلمين بأنهم لا يشرحون الشرح الوافي الذي يغني الطلبة عن الدروس الخصوصية، والبعض يحمّل الأسرة مسؤولية فشله دراسيا نتيجة عدم وجود الأجواء الأسرية التي تشجع على الدراسة ونيل درجات متقدمة.
المشكلة حقيقة أنه في مثل هذه المرحلة العمرية الأبناء لن يتمكنوا وحدهم من الوصول إلى ضالتهم دون توجيه من الأسرة وشرح كيفية الدراسة الصحيحة ليتمكن الطالب من الحصول على درجات متقدمة وبالأخص أن مرحلة المراهقة تؤثر كثيرا على إدراك العديد من الطلبة وهي بالتالي قد تعطي انطباعا غير واقعي لمستوى الطلبة فقد يكون طالب نابغة وموهوبا ولكن درجاته لا تعكس مستواه وذلك لعدة أسباب أولها أن معدل الدراسة بالساعات قليل، فمن يدرس عشر الى اثنتي عشرة ساعة ليس كمن يدرس ثلاث إلى أربع ساعات، الأمر الآخر من يكون أبواه على اشراف ومتابعة وتوجيه مستمر له لن يكون كمن أبواه يوفران له الطعام والشراب والملبس واذا احتاج المدرس الخصوصي ولكن مع غياب القرب النفسي من الأبناء وهو الذي يكون الأبناء في مثل هذه المرحلة العمرية بحاجة إليه.
فكثير من الطلبة في المرحلة الثانوية قد لا يكتشف مواهبه ثم بعد ان يكبر يسطع نجمه وقد يصبح شيئا مهما ويندم على أنه لم تكن درجاته تعكس مستوى ذكائه وذلك لأنه لم يكن يدرس المعدل الكافي من الساعات التي تمكنه من نيل الدرجات العالية.
فالبعض يعتقد أن الحصول على الدرجات المتقدمة في الاختبارات تعكس معدل ذكاء الطالب وهي بالحقيقة ليست دائما بمقياس دقيق وذلك لأن العلماء اجمعوا على ان معدل الذكاء لا يختلف من إنسان لآخر ولكن هناك مستوى المجهود والعمل الذي يبذله الشخص والذي يمكنه من نيل الدرجات العالية مع بعض المقومات الشخصية كالإرادة والتحدي والظروف المحيطة بالفرد كلها تؤهله إلى أن يكون بملامح شخصية معينة تساعده على الحصول على درجات متقدمة.
لذلك فمع بدء الفصل الدراسي الثاني نتمنى أن يكون توجيه الآباء لأبنائهم مختلفا عن السابق بحيث يتم تعليمهم على طريقة الدراسة الصحيحة والحفظ الصحيح والتركيز العالي مع عدم تشتيت ذهن الطلبة بمسليات الحياة الترفيهية هذا فضلا عن تناول الوجبات الصحية وممارسة الرياضة فكلها عوامل تحسن كثيرا من ادراك الطلبة وتساعدهم على تحصيل درجات أفضل فحتى لو كان المعلم غير قادر على إيصال المعلومة بطريقة صحيحة فلنعلم الطلبة كيفية الفهم الذاتي.