كثيرا ما تشكو المجتمعات من العزوف عن ارتياد المكتبات العامة على الرغم من حرص الدول على اقتناء مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكتب، إلا أن مشكلة العزوف عن القراءة مشكلة باتت تدق أبواب الكثير من المجتمعات.
وتتنوع العوامل التي بسببها ظهرت ظاهرة العزوف عن القراءة فالبعض يرى أن السبب عائد إلى الإقبال بشكل أكبر على برامج التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي بحيث القليل من يرغب في استثمار وقت فراغه في القراءة، حيث بعد عناء يوم طويل من العمل لا أحد يرغب أن يكمل بقية يومه وهو يقرأ أو أن يختم يومه قبل ان ينام بقراءة كتاب أو ما شابه.
ويعتبر هذا السبب الرئيسي بأن الكثير في وقت الفراغ يرغب في أن يشاهد مسلسلا أو فيلما أو ان يسمع أغنية أو مشاهدة ما يعرض في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا حال الكل في أغلب المجتمعات.
العامل الآخر وهو يعني الأشخاص الذين يحبون القراءة ولكن ليس لديهم وقت لارتياد المكتبات العامة والجلوس فيها لمطالعة الكتب، فهناك من يشعر بالكسل للذهاب للمكتبة للقراءة على الرغم من انهم من عشاق القراءة، ولكن نتيجة انشغالاتهم أو كسلهم لارتياد المكتبة يكتفون بالقراءة عبر الإنترنت أو قراءة الصحف فقط.
وهذه الفئة تحديدا من الضروري أن تعمل المكتبات العامة على إيجاد حل لها، وقد يكون الحل الأمثل والأجدى هو أن يكون لكل مكتبة عامة مكتبة رقمية تضم الكتب الورقية جميعها وتحويلها الى الكترونية وإتاحتها للقراء وفق تقاضي رسوم رمزية لبعض الكتب وعرض الآخر بالمجان.
المهم ألا تندثر مجموعة الكتب الموجودة في المكتبات العامة دون ان يقرأها أحد وبالأخص ان التشجيع على الإقبال على القراءة ممكن من خلال مواقع الإنترنت بحيث يتم تصميم مواقع الكترونية لمكتبات عامة رقمية وفق تقنية عالية ثم بعد ذلك الترويج لهذه المواقع حتى يقبل عليها الجمهور ويتم الإقبال على القراءة.
وفي هذه الحالة بالتأكيد ستكون المكتبات العامة قد حققت فائدة كبيرة للقراء الذين لا يجدون ما يقرأون في ظل كسلهم في الذهاب للمكتبة.
الأمر الآخر إن تحفيز القارئ على القراءة مسؤولية الجهات الإشرافية التي تتبعها المكتبات بحيث من الضروري استخدام كل الطرق والوسائل الإعلانية لإعادة إحياء هذه العادة التي بات القليل من يقرأ وهو ما نتج عنه ضعف في مستوى اللغة العربية لدى كثير من أطياف المجتمعات العربية بحيث هناك مصطلحات كثيرة لم يعد الكثيرون يعرفون معناها، هذا فضلا عن استخدام اللهجات المحلية في الكتابة سواء في الصحف مع تناسي أهم وأبرز المصطلحات العربية وهذه بالتالي مسؤولية القائمين على المكتبات من ضرورة وضع خطط للمحافظة على اللغة العربية وتشجيع استخدامها كلغة ثانية عالمية.