فجأة وبلا سابق إنذار طفت على السطح قضية الشهادات المزورة، وبدأ التراشق بالاتهام يطول أناسا كثيرة فمن هم الذين ينطبق عليهم تزوير الشهادة وما هي الجامعات التي منحتهم مثل هذه الشهادات؟ وما مفهوم التزوير بالنسبة لوزارة التعليم العالي؟
فعلى سبيل المثال كانت القضية الأولى التي أثيرت منذ أكثر من سنتين تقريبا هي قضية الموظف الذي يزور الشهادات في وزارة التعليم العالي، بحيث يعتمد شهادات غير موجودة ومزورة، وبعدها بدأت قضية تزوير الشهادات تتسع ككرة الثلج لتشمل طوائف دون الإشارة إلى نوع التزوير او كيفية التزوير التي تتم، فهل إذا كانت الشهادة غير معترف بها من قبل التعليم العالي تعتبر مزورة أم إذا كانت الشهادة قد تم الحصول عليها عن طريق الغش في الامتحانات أو ان التزوير بالنسبة للشهادات العليا بأن يكون الباحث الدارس للدراسات العليا لم يقم بإعداد البحث بنفسه بل أعده آخرون فيطاله التزوير؟
اليوم وسائل الإعلام كلها تتحدث عن الشهادات المزورة دون توضيح عن آلية التزوير التي تمت، فهل تشمل التزوير أيضا من يذهب فترة الامتحانات لتأدية امتحانه دون ان يكون حضر المحاضرات فتطاله لعنة التزوير؟
فعذرا ولكن تفجير هذه القضية بهذا الشكل المريع يطال سمعة المتعلمين في الكويت بصورة كبيرة فيأخذ انطباعا بأن الكويتيين لا يحرصون على التعليم بل يزورون شهاداتهم وهذا أمر مخالف للحقيقة وغير صحيح، وذلك لأن أغلب المتعلمين لدينا نسبة كبيرة منهم خريجو جامعات معترف بها او جماعات محلية، لذلك فإن تصوير هذه القضية بهذا التهويل إعلاميا قد ينال من سمعة المتعلمين حين يتم الاعتقاد بأن نسبة كبيرة من المتعلمين لدينا مزورون وبالأخص أن التزوير لم يتم إيضاح آليته.
فإذا كان تزوير الشهادة قد تم بأنه تم إصدار شهادة لطلاب دون ان ينتظموا في الدراسة أو يحضروا ولكن تم استخراج شهادة لهم بأنهم حصلوا على الدرجة العلمية، ففي هذه الحالة نقول إن هناك تزويرا، ولكن في حالة أن الطالب مثلا كان مقيدا بطريقة قانونية وحضر الامتحانات ولكن شخصا ما اعد له الرسالة في الدراسات العليا، فهذه ـ عذرا ـ ليست بتزوير بمفهومه وإن كانت تطال فئات متعددة في معظم انحاء العالم وليس فقط المجتمع الكويتي.
وعليه فإن الاستمرار في التحدث عن قضية تزوير الشهادات دون تبيان العدد الفعلي للمزورين وآلية التزوير التي تم من خلالها التزوير، ففي هذه الحالة يرجى التوقف عن الحديث عن مثل هذه القضية لأنها تتعلق بسمعة المتعلمين في الكويت، فليس كل قضية من الجيد إثارتها عبر وسائل الإعلام بهذه الطريقة، لأن هناك من يطلع على الإعلام الكويتي، وهناك متربصون يريدون النيل من سمعة وطننا، لذا يرجى وضع النقاط على الحروف في هذه القضية لتبيان حقيقتها دون الإساءة إلى سمعة المتعلمين الكويتيين.