الأبناء نعمة نسأل الله أن يرزقها لكل محروم وأن يحفظ الموجودين لآبائهم، فكل ابن غالٍ على قلب ذويه، وكل أسرة تطمح لأن يكون أبناؤها الأفضل على الإطلاق وأن يكونوا متميزين وفائقين ولا ينقصهم أي شيء.
والدولة، ولله الحمد، كفلت كل مقومات الحياة الرغدة لأبنائها أي نعم أنه بتدرج بين الطبقات، ولكن نستطيع أن نؤكد أن كل أطفالنا ولله الحمد يحيون حياة رغدة ولا تنقصهم مقومات الحياة الأساسية التي تكفل لهم رغد العيش وهذه النعمة نحمد الله عليها ونسأله أن يديمها علينا جميعا.
وعلى الرغم من توافر مقومات الحياة إلا أن الأبناء حتى يكونوا صالحين وفائقين ولا يواجهون عثرات في حياتهم فلا بد أن يكون هناك منهج في التربية متبع يكون بالتنسيق مع وزارة التربية وكل التربويين لإرشاد الآباء بكيفية التعامل مع أبنائهم حتى يكونوا أعضاء صالحين في المجتمع.
فنجد أنه مع الأسف هناك بعض الأطفال والمراهقين لم يتم إكسابهم القيم التربوية الرئيسية التي لا بد أن يسيروا عليها حتى يكونوا مستقبلا أعضاء صالحين في المجتمع يسهمون في بناء الدولة وينخرطون في العمل دون أن ينحرف أحدهم عن الطريق السليم.
فنجد أن بعض الأسر مع الأسف إما أن تعرض الطفل للاضطهاد والضرب وذلك بممارسة سلوكيات غير أخلاقية تجاه أبنائهم فتنعكس بالتالي سلبا على سلوك هؤلاء الابناء أو النقيض وهو الإسراف في تدليل الأبناء لدرجة أن يشعر البعض منهم بأنهم ملوك الكون وان بقية الناس عبيد لديهم، وذلك من خلال ممارسة عدة سلوكيات أهمها الإسراف في مدح الطفل منذ صغره، الأمر الآخر عدم معاقبته عندما يقوم بالاعتداء على الآخرين أو عدم احترام من يكبرونه سنا على اعتبار أن قلة أدب وحياء هؤلاء الأبناء تجاه الآخرين البعض يعتبرها قوة وشجاعة لدى اعتدائهم على الغير وبالأخص من يكبرونهم سنا وعدم احترامهم فهذه مع الأسف سلوكيات بتنا نشهدها في بعض الأحيان سواء في الأسرة الواحدة أو من خلال المدرسة.
ونجد أن الآباء الذين يسرفون في تدليل أبنائهم يعتقدون بأن هذا حب وان ابنهم دائما على حق متناسين أن الحياة طويلة أمام أبنائهم وأنهم إذا تعلموا الاعتداء لفظا وجسدا على كل من لا يحبونه وأنا أقول لا يحبونه ولم أقل يضرهم، لأن مع الأسف هناك من المراهقين من يعتدون على من هم اكبر منهم أو في مثل سنهم ليس لأجل أن أحدا ما اخطأ بحقهم بل لأنهم لا يحبونه! ونجد أن دور الآباء سلبي تجاه أبنائهم فهم يؤيدونهم على الدوام وأكبر دليل ما يعانيه المدرسون في المدارس من بعض أولياء الأمور الذين يراجعونهم كلما تم توبيخ ابنهم والبعض يتهجم على المدرس ويصدق ابنه ولا يصدق المدرس!
وعليه فإن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الآباء في ضرورة مراجعة سياسة تربيتهم لأبنائهم حتى يكونوا أفرادا صالحين مستقبلا في المجتمع وفي أماكن عملهم.