مهما اختلفت ألواننا، ومهما اختلفت معتقداتنا، ومهما اختلفت لغاتنا، فجميعنا نعود الى أصل واحد لنفس الأب ولنفس الأم ألا وهما آدم وحواء، لذلك فان ما يربط البشر جميهم مع بعضهم البعض الدماء ذاتها والعروق ذاتها والأصل ذاته.
وعليه نجد ان العالم كله يتألم حين نجد أن البعض من الأفراد لا يجد مأوى لينام فيه ولا يجد قوت يومه، فنجد ان العالم كله يفزع لنصرة الانسانية أينما كانت، لا تهم الحدود ولا تهم الفواصل ولا تهم الاختلافات، فيبقى الدم الواحد الذي يجمعنا هو الذي يجعلنا نتألم لألم بعضنا البعض.
إن البعض ومع الأسف مازال يتشدق بمعتقدات الجاهلية التي اتى الاسلام ليحرمها حين ساوى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين البشر قائلا لا فضل لأعجمي على عربي الا بالتقوى، ولكن وصايا الرسول هذه من يطبقها وقد يعول البعض على أن الدين هو الأساس وهو الذي يوحد البشر ممن يدينون بدين واحد، ولكن هذا لا يمنع أن نتعامل مع من يخالفوننا في الدين معاملة التقوى والحسنى، وذلك لأننا جميعنا مسلمون اليوم لا نحمل فضلا أو منة باسلامنا وذلك لأننا ولدنا مسلمين لذا لا نستطيع ان ننظر بغلو او تطرف مع من يخالفوننا في الدين لأجل اننا نحن مسلمون فهذا لا فضل لنا فيه، فنحن ولدنا كذلك وعليه متى ما ولدنا على نعمة الاسلام فلنحمد الله عليها ولنكن سفراء لديننا أينما كنا وذلك بالاحسان الذي أوصانا الله به، فليس من الضروري ان يكون من تحسن اليه مسلما فقد يكون غير مسلم هو بأمس الحاجة لإحسانك ومعاملته بالرحمة كي نقدم له نموذجا لدين الاسلام والرحمة.
إن العالم اليوم ومع تحولنا جميعنا بفضل التكنولوجيا الى قرية صغيرة باتت عملية التواصل بين البشر وايصال الاحسان والرسائل الجيدة والقدوة الحسنة أسهل من ذي قبل، فاليوم الكل يستطيع بكلمة ان ينقذ رقابا من النار متى ما أثر بكلماته فيهم ودعاهم الى التقوى والايمان.
ان التفرقة التي نشهدها أحيانا وعلى الرغم من وجود منظمة الأمم المتحدة التي تجمع بين الشعوب وتقوم بدور ايجابي لتلاحم الدول مع بعضها البعض، الا أن الامر لا يقتصر بدوره على القيادات بل على المستوى الشخصي حين يكون تعاملنا مع بعضنا البعض لا تشوبه رائحة طائفية أو عنصرية ونعامل الآخرين بما تجود به أخلاقنا وايماننا وحبنا للانسانية مجتمعة.
ان الحقيقة المؤلمة أن بعضنا مازالت لديه هذه النظرة العنصرية مع وجود فئة من الغرب التي تفكر بهذه الطريقة أيضا، الا أن أغلب الشعوب المتعلمة قد ارتقت وتسامت عن مثل هذه النظرة والا لما وجدنا أن العلم الذي توصل اليه الغرب قد وصلنا، وما وجدنا أن أطباء اليهود والنصارى يداوون مرضانا وينقذون حياتهم، ولما وجدنا الكثير من المعاملة الجيدة والاستضافة الكريمة من شعوب الدول التي نزورها فيحترمون مقدساتنا، لذلك فلنكن سفراء لديننا ونقدم نموذجا طيبا يحتذى به ويؤثر بالايجاب في بقية الشعوب.