جبلنا على التسامح منذ الصغر وذلك لأن هذه الأمور من وصايا ديننا الحنيف وبالأخص ان تكبر وتنشأ في مجتمع متسامح فستكون بالتالي طبيعتك طيبة متسامحة لأن كل من يحيط بك متسامح وقلبه طيب.
وقد عرف عن شعبنا بأنه شعب متسامح وودود وقلبه كبير وذو أياد بيضاء، فخير الكويت يصل إلى القريب والبعيد، وهذا من اخلاقنا الكريمة التي نتمتع بها وهذا هو منهج حكامنا آل صباح الذين اكتسبنا وإياهم هذه الصفة الحميدة من اجدادنا.
فعلى الصعيد الشخصي والدولي فالكويت دائما تعفو وتسامح ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فهناك امور نحن قادرون على ان نعفو عنها ونتجاوزها، وهناك أمور اخرى لا وليس من الممكن او الجائز ان ننساها او نتناسها لأن التاريخ لن ينساها.
فمتى ما جرحنا تعلمنا العفو والتسامح المنبعث من ثقتنا بذواتنا وبالأخص أن خير الخطائين هم التوابون ولكن هناك امور غير قابلة للمساومة حتى عليها، ألا وهي حين يعني ذلك وطننا وسمعته وكرامته هنا ابدا لن نتسامح فيه لأن الطعنة أتت للكويت ومن لنا غير الكويت بلد يجمعنا ويأوينا ويحن علينا سوى وطننا ادام الله عزه وكرامته تحت راية آل صباح الكرام.
فالوطنية ليست أنشودة نردد كلماتها دون ان تكون هذه الكلمات نابعة من القلب وتترجم لأرض الواقع فحين نردد تحيا الكويت أي لابد ان تحيا الكويت شامخة عالية علمها يرفف بعزة وكرامة بين سائر الأوطان.
فسمعة الكويت هي من سمعة كل كويتي سواء الأحياء أو المواليد او الأموات فهذه سمعة تطول الأجيال إلى ما لا نهاية وعليه فغيرتنا على وطننا لا تسمح لنا بأن نتهاون مع من يريد العبث بأمننا ووحدتنا واستقرارنا وسمعتنا الدولية بين سائر الشعوب.
حيث إن من أكبر النعم التي أنعم الله علينا هي نعمة الأمن والأمان التي نتمتع بها في وطننا الغالي، فهذه من كرم الله علينا، فمتعتنا جميعا حين نرى الأطفال في الحدائق والأسواق يلعبون ويمرحون بكل راحة وطمأنينة دون أن يهددهم أي خطر فهذه النعمة نستشعر بها حين نرى انعدام الامن في بعض الدول والتي كان أساسها هي بداية الفتنة التي احرقت العديد من المجتمعات وهدمت استقرار الكثير من الشعوب.
وهذا ما يجعلنا نشدد على ضرورة عدم العبث بمجتمعنا وهو الذي سيقابل متى ما وجد من أي فئة كانت بأمننا واستقرارنا السياسي والاقتصادي سيقابل بحزم من قبل أبناء هذا الوطن الذين لا يريدون ان يهدد مصائر أجيالهم أي عبث من أياد خفية سوداء تبغضنا.
فالحسد والحقد لدى يملأ قلوب بعض الفئات بالحقد والضغينة ولا يريدون الخير لنا، وعليه فإننا نسامح كثيرا من يخطئ بحقنا ولكننا لن نعفو عمن يعبث بسمعة وطننا واستقراره، وليس نحن فقط الذين لن نعفو عنه فالتاريخ ايضا لن يعفو عنه أيضا، حفظ الله الكويت وحكامها وشعبها من كل شر وسوء.