عزة الغامدي
منذ أكثر من عامين تقريبا أصدرت وزارة الشؤون قرارا بمنع جمع التبرعات أو جمع الأموال يدويا وحددت آلية الدفع عبر الكي نت لدى جمع التبرعات، إلا أنني استطيع ان أؤكد أن وزارة الشؤون لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على مثل هذه الظاهرة، واستطيع أن أؤكد أيضا أن كثيرا من اللجان الخيرية لم تلتزم بالقرار والدليل الاتصالات التي يستقبلها الكل من اللجان الخيرية لجمع التبرعات دون الالتزام بالدفع عبر الكي نت بل يتم جمعها يدويا.
المشكلة أن مثل هذه القضية في غاية الحساسية نظرا لأن الذين يجمعون التبرعات غالبا ما تكون للأسر المتعففة أو أسر غير محددي الجنسية، والمشكلة هنا تتحمل مسؤوليتها وزارتا الشؤون والأوقاف على السواء فأين يتم توزيع الزكاة التي يتم جمعها سنويا ولماذا نجد أسرا فقيرة لا تجد قوتها في الكويت ونحن بلد الخير الذي تبرعاته تصل لأقصى بلاد العالم والعرف يقول ان الأقربين اولى بالمعروف؟!
فاليوم لا تستطيع وزارة الشؤون أو حتى الداخلية أن تجرم جمع التبرعات نظرا لأن هناك فئات كثيرة محتاجة ولا تجد قوت يومها، ألم تفكر وزارة الشؤون في كيف تستطيع مثل هذه الأسر أن تعيل نفسها فمع الأسف هناك فقراء بالكويت وليس فقط من الوافدين بل هناك بعض الأسر المتعففة فأين عين وزارة الشؤون عنها وأين دعم الدولة لهم؟
فحين يأتي جامع للتبرع يقول إن هناك أسرة متعففة بالتأكيد هناك من سيتفاعل معه وسيقدم ما تجود به نفسه كنوع من الصدقات وكسب الأجر، ولكن الحديث هنا عن وزارة الشؤون التي وضعت قرارا لم يتم الالتزام به، هذا فضلا عن أن جامعي التبرعات اليوم أناس عادون وليسوا لجانا خيرية البعض منهم يجمع لخدمة القرآن والبعض يجمع لكسوة الأيتام وغيرها، ولكن البعض ممن يلتزم بقرار وزارة الشؤون بالتأكيد لا يتبرع بهذه الطريقة لأنه يعرف سلفا أن القانون يجرم ذلك.
ولكن لا اعرف كيف ستتصرف وزارة الشؤون في السيطرة على مثل هذه الظاهرة فالقرار الذي أصدرته وزارة الشؤون لم يحقق مبتغاه، فالبعض يجمع التبرعات ولهم الحق في جمع التبرعات لأنه فعلا هناك الكثير من الأسر المتعففة لدينا، إلا أنه لا أحد يقدم لهم يد العون فهناك اناس لا يجدون قوت يومهم ونحن في بلد الخير فكيف ستتصرف وزارة الشؤون التي اصدرت قرارا كان من الأجدى أن يقابله قرار أفضل ألا وهو توليها مسؤولية دعم الأسر الفقيرة في الكويت؟
لا نريد فقراء في الكويت وأعتقد أن كلمة فقراء لا تعني فئة غير الكويتيين فقط بل حتى الكويتيين فلماذا يكون لدينا فقراء والخير والحمد لله موجود؟ إلا أن المشكلة تكمن في وزارة الشؤون التي لا تلتفت للأسر المتعففة بعين الإنسانية.
الكل يعرف ان الغلاء يعصف بنا من كل جانب فحتى أصحاب الدخول المرتفعة يشكون الغلاء، فكيف إذن بأصحاب الدخول المنخفضة؟!