هنيئا لنا جميعا انتصار الرياضة الكويتية ورفع الإيقاف عنا، فقد عاد علم الكويتي يرفرف في الساحات الرياضية من جديد بعد سنوات ذقنا فيها مرارة وحرقة لاعبينا وهم يشاركون فرديا ويرسمون علم الكويت على أكتافهم، غير قادرين على رفع علم الكويت، وهذا الأمر لم يؤلم اللاعبين فقط الذين كانوا يشعرون بالضعف أمام نظرائهم، بل أحزننا جميعا لأننا لا نقبل بأن يغيب علمنا ولا في أي محفل من المحافل سواء الإقليمية أو الدولية. أدام الله شموخ الكويت عاليا بين سائر الأوطان.
وعلى الرغم من الجدل الواسع الذي حملته هذه القضية لأعوام وتسببها في استجوابات وأزمات سياسية كثيرة، لم يكن وقع الإيقاف هينا على الساحة السياسية بل تم التراشق بالاتهامات بين المتسبب في الإيقاف ولوم الحكومة وتحميلها مسؤولية تراجع الرياضة إلى أن وصل الأمر إلى حد الإيقاف.
بالنسبة لي كنت متأكدة من أن الإيقاف مؤقت وسيرفع بالتأكيد، حتى إنني كنت أراهن من يخالفني الرأي بأن الإيقاف سيرفع، وهأنذا قد كسبت الرهان، ولا أجد أن في ذلك التوقع مفاجأة، بل هي لغة المنطق التي تقول إن دولة بحجم الكويت ومكانتها الدولية وتأثيرها على دول العالم بالتأكيد لن يستمر الإيقاف فيها لفترة طويلة، نعم وإن كنا دولة بمساحة جغرافية صغيرة ولكننا دولة ذات أثر وقوة على الصعيد الدولي وهذا بفضل حكمة حكامنا آل الصباح، حفظهم الله.
نعم.. اليوم تحقق حلم الشعب كله ورفع الإيقاف، فلنتحدث عن مرحلة ما بعد الإيقاف، فما هي الخطط والتشريعات التي ستصدر في هذا الجانب؟ ونحن بحاجة إلى استراتيجية من المجلس الأعلى للتخطيط «خطط رياضية» تعمل على الارتقاء بالمستوى الرياضي، وبالتأكيد بحاجة، إلى جانب هذه الخطط، إلى تشريعات تتواءم مع هذه الخطط ويمكن تطبيقها وترجمتها على أرض الواقع.
بالتأكيد ليس الدعم المادي فقط هو ما تحتاج إليه رياضتنا، بل نحن بحاجة إلى «عرابين» للرياضة يكتشفون المواهب الكويتية من المرحلة الابتدائية، والعمل باستمرار على تدريبها وتحفيزها إلى أن يكون لدينا أبطال رياضيون، فالبعض يعتقد أن المواهب تكتشف نفسها وتعرف عن نفسها وبالتالي نجد أن العديد من المؤسسات لا تبحث عن أحد وتنتظر من يعرف عن نفسه، وهذا ليس ما يحدث دائما، فأحيانا كثيرة هناك العديد من المواهب في مجالات مختلفة لكن نتيجة عدم التشجيع سواء من قبل الدولة أو أسرهم نجد أنهم يتخلون عن مواهبهم، فالموهبة بالتالي إذا لم تتم تنميتها منذ الصغر فلن يصل الموهوب إلى مرحلة الاحتراف لأنه لا توجد موهبة محترفة من دون أن يكون تم إعدادها والعمل عليها منذ الصغر.
لذلك بعد رفع الإيقاف الرياضي نتمنى من الهيئة العامة للشباب والرياضة أن تبدأ في اكتشاف من لديهم مواهب رياضية منذ الصغر، وأن ترسم الخطط لتدريبهم وتبنيهم، وأن تكون «العراب» لهم حتى نستطيع أن ننافس الدول العظمى في مجالات الرياضة.
والرياضة لا تحتاج إلى ذكاء عقلي فحسب بل بحاجة إلى وجود مرونة جسدية ومهارة وتدريب منتظم ومستمر، لذلك لا نقبل من الهيئة العامة للرياضة أن تقول: لا يوجد متميزون، فعلى عاتقها يقع اكتشاف المتميزين وتدريبهم دون النظر إلى أي اعتبار آخر سوى المساواة بينهم، والمفاضلة تكون على قدر التميز في المهارة.