على الرغم من تجريم الكويت منذ سنوات لإنشاء الأحزاب السياسية وذلك رغبة من الدولة في صيانة منظومة المجتمع وما لخطر الحزبية والطائفية على استقرار المجتمع والتجارب المريرة التي عانت منها دول بسبب الأحزاب.
إلا أنه مـــازال هناك من يطل علينا تحت مسمى تيار وحـــركة وتتم ممارسة أمور حزبية ولكن دون تصريح قانوني بحت، وعلى الرغم من أن حدة هذه التيارات خفت كثيرا عن قبل وبالأخص بعدما تم تجريم الكثير من الحركات السياسية التي تتخذ من الدين مظلة لدغدغة مشاعر الأفراد فيتم اعتناق أفكارهم وهم في حقيقتهم يرمون بالدرجة الأولى لأهداف سياسية بحتة وهذه الأهداف السياسية مداها واسع وأمانيهم لن تتحقق ليس لأجل شيء سوى لأننا في دولة قانون والدستور يحكمنا، وبالأخص أن كل التيارات السياسية الدينية بمختلف المذاهب وليس فقط حكرا على مذهب واحد بل بجميع المذاهب أثبتت فشلها وتم تجريمها وفق قوانين أعلن عنها منذ سنوات إلا أنه مازال من يروج لأفكار حزبية منسلخا عن مفهوم المواطنة الحقة.
إن المشروع القومي الذي يطمح له كل مواطن يريد أن يعيش بسلام هو أن نكون حزبا واحدا يسمى حزب الكويت ويكون هدفه امن الكويت واستقراره ويكون أفكاره نابعة من دعم ثوابتنا الدينية والأخلاقية دون الالتفات الى أي أفكار او جماعات خارجية لن تكون ولن تهدف إلى حماية الكويت وأمنها واستقرارها، فهذا نحققه نحن ككويتيين بالتفاتنا حول قيادتنا ونبذ الحزبية والطائفية ويكون هدفنا الأول إعمار الكويت وازدهارها علميا واقتصاديا وسياسيا.
فلدينا الكثير من الخلل والمشاكل والأزمات سواء على الصعيد العلمي أو الإداري او الاقتصادي، وهذا الخلل وهذه العقبات التي تعترينا بحاجة إلى جهود علمية مكثفة للحد من المشكلات المتفاقمة بهذا الجانب والتي بحاجة إلى خطط مدروسة وآليات وتقنيات لابد أن تكون متوافرة لدينا حتى نستطيع ان نعبر أمنيا واقتصاديا وحتى غذائيا إلى بر الأمان.
هناك أزمات في الإدارة كل يوم نكتشفها ونصطدم بها نريد محللين إداريين وخبراء يعيدون هيكل الإدارة في الأروقة الحكومية لدينا، نريد أمنا غذائيا، ففي الكويت لا يوجد أمن غذائي، فالأمن الغذائي لا يتحقق دون ان يكون هناك محصول زراعي يحقق الإشباع الكافي ويلبي متطلبات السوق، فلا توجد أغذية جيدة تصنع بالكويت فما زلنا نعتمد على الاستيراد والحكومة تبذل وسعها في سبيل تحقيق الاكتفاء للمجتمع والبعد عن الأزمات وهذا كله حتى تكون الكويت في مأمن.
لذلك أنا ادعو كل من يتشبث بأفكار حزبية وطائفية أن يفكر لنا كيف نطور التعليم؟ كيف نصنع جيلا قادرا على الإبداع والابتكار؟ كيف تكون لدينا صناعة جيدة؟ كيف نوفر حياة أفضل للمواطن الكويتي؟ أليس هذا أفضل من إقحام المجتمع بأزمات أو خلق أزمات لا تعني إلا فئة من المجتمع؟ وهذه الفئة مع الأسف لا تلامس الواقع بخيالها.؟
البعض يقول نريد نصرة للدين وأنا أقول أن الدين منتصر منذ عقود والكويت بها أكثر عدد من المتدينين والمصلين وقوانينا إسلامية ما عدا العقوبات الشرعية وهذه بحاجة فقط لتعديل قانون الجزاء إذن ما الذي ينقصنا لكي نفكر بالإعمار بعيدا إقحام الدين في التيارات السياسية؟