منذ فترة ليست ببعيدة بدأ علم تسويق المعلومات بالظهور في المجالات المعرفية والعلمية في كيفية استغلال وسائل التسويق المتعارف عليها في تسويق المعلومات وليس البضائع التجارية.
حيث يعتبر علم التسويق من العلوم المستغلة استغلالا مباشرا في الأعمال التجارية بالدرجة الأولى فنجد أثرها بارزا في الشركات بمختلف مجالاتها حتى ان هذا التخصص يلقى قبولا في العمل الحكومي وخصوصا متى ما كان هناك نشاط إنتاجي للجهة الحكومية.
ومنذ فترة برزت لنا تسويق المعلومات كأحد فروع علم المعلومات الذي يدرس في الجامعات في كيفية الترويج للوثائق والكتب المهمة حتى يتم نشر الثقافة والعلم في المجتمع وتحقيق أكبر قدر من المعرفة لما لأثر الثقافة والعلم من آثار إيجابية على المجتمع وخصوصا أنه لا حضارة ولا نهضة بدون معرفة.
اليوم ومع تطور وسائل التواصل وعلى الرغم من عدم وجود منهجية علمية ثقافية واضحة تروج في السوشيال ميديا سوى الاجتهادات الفردية التي تفيد ولكن بطريقة غير منظمة وهي بمحض الصدفة، وبالتالي لابد أن تكون هناك آليات علمية متطورة لتجيير السوشيال ميديا لخدمة المجتمع والعلم بالدرجة الأولى.
وعليه من الضروري ان يتم تحديث مناهج تسويق المعلومات اليوم لإضافة السوشيال ميديا كواحدة من اخطر وجهات المعرفة في العالم اليوم نظرا لأنها تقوم بصورة عشوائية وفردية وبدون تخطيط منظم، هذا فضلا عن ان الكثير مما يعرض لا يرقى لأن يكون علميا فهي مشاركات فردية أغلبها لا تعني المجتمع، ولكن من الضروري في المقابل ان يكون هناك دارسون وباحثون في تسويق المعلومات لتطوير آليـــات المعرفة في الســـوشيال ميديا وكيفية استغلالها لــــترويج المعرفة العلمية الصحيحة.
هذا فضلا عن إجراء الأبحاث والدراسات العلمية في هذا الجانب للوقوف على الأثر الحقيقي للسوشيال ميديا في ترويج المعلومات والمعرفة، فهي أثبتت فاعليتها في ترويج البضائع والسلع، ولكن على الصعيد المعرفي والعلمي والتحفيز على العلم والقراءة هل من الممكن للسوشيال ميديا أن يكون لها دور في تسويق المعلومات؟.
البعض يجد أن الأمر سهل ولكن توجيه جيل كامل وإعادة برمجة تفكيره هذه بالتأكيد بحاجة إلى عقار أشبه بالأدوية التي تباع في الصيدليات ولكن هذا العقار معرفي.
اليوم الكل يطمح لأن نكون دولة متقدمة وهذا لن يحدث بقفزة للأعلى أو بصعود بالباراشوت بل لابد ان ينهض المجتمع، والمجتمع لن ينهض وحده فهو بحاجة إلى توجيه العلم وتكريس المعرفة للوصول إلى الوضع الأمثل.
البعض يحصل على درجات علمية عالية وأبحاث ولكن نريد ان يتم برمجة هذه الأبحاث لوقائع ملموسة ودراسات حية تعمل بدورها على تطوير المعرفة لدينا وهذا تكون بدايته في كيفية تسويق المعلومات فقد يكون هذا العلم جديدا على الصعيد المعرفي الدولي، ولكن من الضروري ان يتم العمل على تطويره باستمرار للتمكن من النجاح في تسويق المعلومات التي نريدها أن تصل للشريحة الكبرى.
وهذا العلم في غاية الأهمية لأنه يستخدم في شتى المجالات حتى على الصعيد السياسي وليس فقط على الصعيد الثقافي أو العلمي أو التجاري بل على شتى الأصعدة.