تختلف آلية الإعدام من دولة لأخرى حتى ان بعض الدول قد ألغت عقوبة الإعدام، وبما أن اليوم العالم أصبح شبه قرية واحدة مع وجود منظمة الأمم المتحدة بات من الضروري الوصول لآلية موحده للإعدام حتى تتم محاربة الجريمة على نطاق العالم.
اليوم المسؤولية ملقاة في هذا الجانب على كاهل الدول الإسلامية التي بعضها يطبق الطريقة الشرعية في الإعدام وهي التي من المفترض أن يتم تعميمها دوليا لأنها الأكثر ملاءمة للإنسانية فعملية إقناع العالم اليوم بأن أفضل طرق القصاص من المجرمين لحماية البشرية مجتمعة من جرائمهم ألا وهي التي كفلها الإسلام حتى وإن كان البعض لا يعتنق الإسلام، فاليوم المفاوضات مفتوحة ولم يعد العالم يحكمه دين، بل قواعد قانونية آمرة تحاول الدول مجتمعة التنسيق فيما بينها للوصول إلى آلية موحدة في المعاملات القانونية.
فمن يحكم العالم اليوم هو القانون والاتفاقيات الدولية، ولغة الإقناع لا بد أن تكون مجدية وتصل للهدف المرجو، ألا وهو إقناع الدول سواء الإسلامية أو غير الإسلامية بأن الطريقة الإسلامية في الإعدام هي الأفضل وهي التي ستحد من الجرائم حول العالم.
فاليوم لا توجد دولة تغلق أبوابها فالعالم اليوم مختلط بين ديانات مختلفة وأصبح لا احد في مأمن من أن ينال منه مجرم في أي دولة، لذلك فإن من الضروري أن تتم مكافحة الجريمة وليس الترويج للدين وإنما إقناع الآخرين بأن الطريقة الإسلامية هي الأفضل.
المشكلة لدينا هي أن تخصص الشريعة لا يدرس بلغات مختلفة فهو لم يطور على الرغم من انتشار اللغات إلا أن كلية الشريعة لدينا ما زالت تقف عند ما وقف به العلماء منذ ألف سنة لا بد أن يتم دعم كلية الشريعة بشكل أكبر من خلال تغيير المناهج وتطويرها.
فاليوم حين نقول اننا نرغب في مشروع كويتي لعرض قانون توحيد آليات الإعدام حول العالم ففي المقابل لا يوجد لدينا متخصصون في الشريعة أي مشايخ يتقنون اللغات الأخرى وهذا بالتأكيد تراجع كبير وعدم اكتراث بأهمية اللغات حتى في العلوم الشرعية وهذا بالتأكيد بحاجة إلى إيجاد حلول له.
قد يعتقد البعض أن الشريعة الإسلامية لا تعني إلا فئة المسلمين بل هي رسالة الله السماوية الخالدة التي من الضروري أن يتم الترويج لأوامرها لأنها الأفضل للبشرية وما شرعه الله هو الذي سيحد من الجرائم التي باتت منتشرة في بقاع العالم.
اليوم ونظرا للهجرات الكبيرة التي قام بها المسلمون لمختلف أنحاء العالم فقد شكلوا طوائف مختلفة في كل بلاد هاجروا إليها وباتت الدول المتقدمة اليوم تعترف بوجودهم وتحترم الدين الإسلامي بشكل كبير شأنه شأن بقية الأديان السماوية لأنه كما تتم الإشارة إليه سلفا أصبح القانون هو الذي يحكم العالم.
فاليوم مع وجود كيان مثل المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بات من الضروري أن يتم التفاوض أولا معهم حول مثل هذا القانون كون هذا أول مجمع للإفتاء غير عربي ومن خلاله نستطيع أن نصل لمثل هذه الآلية التي ستحد من تفاقم الجريمة حول العالم فليس الهدف أن يتم اعتناق الإسلام من عدمه ولكن إقناع العالم بأن ما جاء به الإسلام هو الأفضل.