مازال هناك عزوف حقيقي من المواطنين للانخراط في العمل بالقطاع الأهلي على الرغم من المزايا العديدة التي يمنحها القطاع الخاص للعاملين لديه، إلا أن الانطباع العام لدى الأغلبية لا يشجع على العمل في القطاع الخاص.
وعلى الرغم من أن قانون العمل في الكويت ضمن حقوق العاملين إلا أن العزوف يبدو واضحا وقد تكون أولى الأسباب والعوامل التي آلت بالوضع إلى هذا الحال هو العقلية التي يفكر بها بعض أصحاب الأعمال لدينا فهم لا يتعاملون مع الموظفين لديهم على أساس الإنتاجية والجودة والكفاءة وإنما على أسس واعتبارات مختلفة أهمها هو الراحة النفسية التي يشعر بها أصحاب الأعمال للعامل بغض النظر عن جودة أدائه وهذه الطريقة بالتفكير بالتأكيد لن تفسح المجال لأصحاب الأعمال من النهوض بالقطاع الخاص هذا فضلا عن تطبيق قانون العمل كما جاء.
ولننظر بالتظلمات المرفوعة من العاملين في القطاع الأهلي المرفوعة أمام قطاع العمل في وزارة الشؤون، فهل يستجيب أصحاب الأعمال لوساطة وزارة الشؤون؟ أستطيع أن أؤكد أن أي شكوى ترفع من العمال على أصحاب الأعمال ستؤدي بالتالي إلى فقدان العامل لوظيفته لأن الصلح أمره صعب وبالأخص متى ما تجرأ العامل وقدم شكوى لدى وزارة الشؤون وهذا فيه نوع من عدم احترام حقوق الإنسان بشكل كبير.
فالبعض يعتبر العاملين لديه سواء كويتون أو غير كويتين بأنهم مملوكون لديه ويرفض حتى أن يتم التفاوض على حقوقهم، هذا فضلا عن سوء المعاملة التي لو قام احد العاملين بالدفاع عن حقوقه أو معارضة صاحب العمل سينتج عنه أن الموظف حينها سيخسر وظيفته فقط لأنه جادل صاحب العمل أو طالب بحقوقه التي أقرها القانون وهذه الكارثة موجوده في القطاع الخاص بشكل كبير وهي التي أدت إلى عزوف الكويتيين عن العمل في القطاع الأهلي.
إن سياسة الأعمال هذه بابها ومداها واسع فحتى تكون الكويت رائده في الأعمال وتكون متفوقه من الضروري أن تتغير هذه العقلية وطريقة التفكير التي يفكر بها الكثير من أصحاب الأعمال، لا ادري إن كان بعض أصحاب الأعمال يعلمون حين تقل مبيعاتهم أو تكون هناك خسارة يكون سببها ضعف جودة الأداء لدى العاملين لديه وبالتالي سيتكبد صاحب العمل خسائر نتيجة العقلية التي يفكر من خلالها.
فالمتتبع لبعض أنشطة أصحاب الأعمال ولنا على سبيل المثال وليس الحصر قطاع المطاعم مثلا لا أدري إن كان يعلم أصحاب بعض المطاعم الشهيرة والتي تحمل علامات تجارية شهيرة أن الإقبال على مطاعمهم قل بشكل كبير نظير فقدان جودة الطهي، ففي السابق كانت الجودة في الطهي أكبر بكثير مما هي عليه والسبب أن العمالة التي تطهو بشكل جيد قد تركت العمل للأسباب التي تم ذكرها إما لمزاجية صاحب العمل أو هدر لحقوق العامل وهذه بالتأكيد خسارة قد لا يلاحظها أصحاب الأعمال إلا متى ما تكبد خسارة فادحة.
هذا فضلا عن بعض المستشفيات التي تفقد أطباء أكفاء فيذهب الجمهور لهؤلاء الأطباء في مقارهم الجديدة فيفقد بالتالي المستشفى الكبير مراجعين كثرا وهذا كله بسبب الإدارة والتعامل بمزاجية من قبل بعض أصحاب الأعمال.
إن مثل هذه الظاهرة لا يمكن تجاهلها لأننا نريد للقطاع الخاص أن يكون قويا وقوامه مبني على أسس سليمه وأن تتغير العقلية التي يفكر بها بعض أصحاب الأعمال لدينا سواء تجاه العمالة الكويتية أو الوافدة.