تعتبر الهيئة العامة للزراعه والثروة السمكية من القطاعات الحيوية والمهمة في الدولة والتي ليس من الممكن تغافل دورها الحيوي والفعال، إلا أن هذا القطاع الحيوي لابد أن يلقى اهتماما اكبر من الحكومة والبرلمان حتى يتم تذليل كل المعوقات التي تعتريه لتتمكن الهيئة من تلبية الاكتفاء الغذائي من الخضراوات.
فالأمن الغذائي يعتبر من الأولويات التي لا يمكن تغافلها أو تهميشها وبالأخص أن الاعتماد على الاستيراد يتوقف على متطلبات الأسواق الدولية وقد يؤدي قصور الإنتاج في دولة ما إلى التأثير سلبا على الاكتفاء الغذائي لدينا لذا فإن المسؤولية اليوم كبيرة على عاتق الهيئة العامة للزراعه لتوفير كل أنواع الخضراوات من الإنتاج المحلي.
إلا أن هناك نقصا غالبا ما نلحظه ولنا على سبيل المثال اختفاء البطاط الكويتي من الأسواق المحلية منذ فترة بعيدة دون أن يتم ذكر التداعيات التي آلت إلى اختفائه، فقد تجد الهيئة العامة للزراعه أن بوجود منتجات البطاط المستوردة هذا يغني عن المنتج المحلي ولكن عذرا فمن يعرف أساسيات الطهي، يعرف أن المستورد ليس بجودة المحلي، فالبطاط الكويتي أفضل من المستورد وبالتالي فإن اختفاءه لفترة طويلة من الأسواق يجعلنا نتساءل عن الأسباب.
فالقضية ليست في اختفاء البطاط الكويتي فقط فهذه قد تكون عارضة ولكن قد تكون الأسباب التي أدت لاختفائه من الأسواق تطال بقية أنواع الخضراوات وهنا بالتأكيد ستظهر لنا الأزمة.
إن الدولة مسؤولة مسؤولية كاملة عن توفير الغذاء الرئيسي للشعب ويكون ذلك بإنتاج محلي حتى لا تؤثر قرارات دولة معينة بقطع منتج معين عن الأسواق في خلق أزمة لدينا ولنا على سبيل المثال الأغذية الرئيسية وهي المخبوزات والأرز والخضراوات واللحوم والألبان تعتبر هذه عناصر الغذاء الرئيسية للأفراد والتي لابد ان تكون متوافرة بمنتج محلي وليس فقط مستوردا.
أعرف تماما أن الحكومة لا تقصر في توفير احتياجات مواطنيها، فالحمد لله لا أحد ينكر فضل الدولة في توفير ذلك ولكن الخطط والبدائل لابد أن تكون متوافرة وبالأخص متى ما كان المنتج المحلي أفضل من المستورد هنا لابد أن يكون المنتج المحلي متوافرا بالأسواق حتى يتم تلبية الذوق العام.
لا نريد أن يكون تركيز الدولة في توفير متطلبات الحياة الأساسية لأفراد المجتمع يعتمد على الإنتاج المستورد وحسب، فالزراعة اليوم آلياتها تطورت بشكل غير مسبوق وذكرت تحديدا في هذه الزاوية الرغبة في استيراد التكنولوجيا الزراعية التي وصلت إليها اليابان في هذا المجال فمن الضروري أن تقوم الهيئة العامة للزراعه بالتواصل معهم حتى تكون مثل هذه التكنولوجيا موجوده لدينا.
الكويت تعتمد اليوم على الاستيراد بشكل كبير، فمعظم أسواقنا مستوردة وهذا جميل لأن بالتأكيد لا يمكن الاستغناء عن المنتج المستورد وبالأخص أن هناك منتجات ذات جودة عالية لابد من توفيرها، ولكن نريد أيضا أن تكون الأسواق توفر منتجاتنا وما يزيد عنها نقوم بتصديره لأننا أيضا لدينا منتجات ذات جودة عالية سواء من الخضراوات أو حتى المنتجات الصناعية الأخرى ولكنها لابد أن تلقى دعما أكبر حتى تغزو الأسواق لترتفع معدلات صادراتنا عن نسبتها الحالية وإلا فبالتأكيد لن يصبح لدينا اقتصاد مستقل قوي دون أن تتحرك عجلة الصادرات، وهذا بالتأكيد يتطلب دعما لكل القطاعات الإنتاجية لدينا سواء من المزارع أو المصانع وغيرها.