كلنا نردد أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وقد توعد رب العالمين الظلمة بأشد أنواع العقاب سواء في الدنيا أو الآخرة، فالله سبحانه وتعالى الذي لا يغفل عن النملة هل سيغفل عن أعمال بني آدم؟ فالبعض وصلت استماتة قلبه إلى التغذي على ظلم العباد وإيذائهم وأعرف شخصيا أشخاصا لا يؤمنون بعقاب رب العالمين لما يصيبهم من أضرار نتيجة ظلمهم بل يعتبرونها من قبيل الصدفة، وهذا هو الظلم الأكبر حين لا يشعر الظالم بأن الله يراه ويسمعه ويرد عليه، وغالبا ما يكون هؤلاء الأشخاص من الفئة البعيدة عن ربها القريبة من الشيطان الأعظم.
أقسم بالله أن هناك من تورمت جفونهم وأصيبوا بأمراض مزمنة نتيجة ما تعرضوا له من ظلم من الظلمة، وأحيانا يقول البعض ان تبعد عن الظالم ولكن هناك من ولد في عائلة ظالمة وهناك من رزقت بزوج ظالم وهناك من رزق بمسؤول في العمل ظالم فنحن لا نحيا بعيدا عن المجتمع، فكلنا محاط بأشخاص قد يظلموننا وقد يحسنون إلينا.
لا اعرف حقيقه كيف ينام الظالم وهو يعلم أنه اكل مال أحد أو ظلم احدا أو اعتدى على احد وغيرها من مشاهد الظلم التي لا يسعنا أن نذكرها، لأن منها ما لا نستطيع ذكرها حتى على صفحات الجرائد من الجرائم التي يقترفها بعض البشر وهم خارج طائلة القانون.
فمن قال ان الظلمة هم المساجين فقط، وأن المجرمين هم المساجين فقط؟! على الأقل هؤلاء الفئة أخذت جزاءها بالدنيا، وقد يكفّر الله لهم خطيئتهم، ولكن هناك وأنا أقسم مجرمين ارتكبوا جرائم ولم ترفع عليهم حتى دعوى قضائية واحدة كيف؟! لا اعلم! ما هذه القدرة العجيبة على ارتكاب جريمة دون أن يطولك القانون؟ فهناك من يرتكب جريمة دون ان يترك أثرا، وهناك من يرتكب جريمة لمهارته في القانون فيتحايل على القانون نفسه فيرتكب جريمة وسرقة لجهل الطرف الآخر بالقانون.
وهناك من يرتكب جريمة في امرأة لا حول لها ولا قوة فليس كل مظلوم يلجأ للقضاء، فالمظلوم الذي يلجأ للقضاء والمحاكم أخذ حقه بيده ولم يعد مظلوما، ولكن ماذا عن المساكين الذين لا يجدون سندا في هذه الحياة وليس لهم من يعينهم وهم ليست لديهم القدرة على رفع القضايا أو حتى إن كانت لهم القدرة المادية فقد لا تتوافر لهم القدرة المعنوية أو حتى النفوذ اللازم للتمكن من صد ظلم الظالم لهم.
بيد أننا أحيانا كثيرة نتمنى أن نظلم عوضا عن أن نكون ظالمين وهذه حقيقة، فالمظلوم أينعم ينام والدموع تغرق عينيه، أينعم روحه تحترق من الألم ولا يوجد عقار يداوي جراح روحه، ولكنه في النهاية ينام.
ولكن فلننظر لحال الظالم هل ينام؟ هل يهنأ له بال وهو يعرف أنه ظالم وأن الله سبحانه سيرد عليه ظلمه أضعافا مضاعفة؟ فهناك من الأشخاص أهم شيء لديهم القانون، فيرون بما أنه لم ترفع عليه دعوى فهو في مأمن والعياذ بالله، فهذا هو الكفر الأعظم، من يخاف من قانون الدنيا ويخاف من حكم المحكمة، ولا يخاف من الله ويظلم ويشعر بأنه في مأمن من عقاب رب العالمين.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.