اليوم هناك مجموعة من الطلبة على وشك الانتهاء من المرحلة الثانوية والانتقال للمرحلة الجامعية، البعض محظوظ بعائلته فلديه والدان متفهمان لطبيعة ميوله واختياراته، وهناك من لا يجد أي عون من والديه في تحديد التخصص الذي يريده والبعض الآخر محصور في تخصصات معينة نظرا لأن نسبته غير عاليه فعلى أساس القبول سيتخصص بالتخصص الذي ستقبله فيه الكليات.
اليوم ونحن في مرحلة نريد فيها أن يكون الخريجون على قدر من الكفاءة، وأن يعمل كل شاب في التخصص الذي يريد العمل به هذا فضلا عن الحصول على كفاءات مهنية في ميدان العمل سواء في الحكومي أو الخاص، وعليه فمن الضروري أن تكون اختيارات الطلبة لتخصصاتهم الجامعية تتماشى مع ميولهم وما يرغبون أن يصبحوا عليه في المستقبل.
فلابد لمرحلة طلبة الثاني عشر اليوم أن يجلس معهم آباؤهم وأمهاتهم جلسة جادة ويطرحوا عليهم التخصصات ويناقشوهم في طبيعة العمل الموكلة بكل تخصص والسلبيات والإيجابيات لكل مهنة مع التعرف على الرغبة الحقيقية لكل طالب، ما الذي يريد أن يصبح عليه في المستقبل، مع إيجاد الحلول لهم ليتمكن كل منهم من الوصول إلى مبتغاه.
فكل مهنة لها احترامها، إلا أننا نريد أن يكون لدينا حرفيون مهنيون وكفاءات وهذا بالتأكيد سيتحقق متى ما تخصص كل شاب بالتخصص الذي يريده، البعض يعول الأسباب على النسبة، ولكن هذه بيد الطالب فمن لم يوفق في نسبة الثانوية لا ضير أن يعيدها لتحقيق نسبة أكبر فالتعليم لا يقف عند مرحلة عمرية معينة فمثلا طالب يريد أن يدرس الطب وحياته كلها معلقة بالطب وميوله واهتماماته بالأمور الطبية إلا أن معدله لا يسمح له بذلك، وعليه لا ضير في أن يقوم أولياء الأمور بتوعية أبنائهم أن هذا ليس عيبا بأن يعيد الطالب الثانوية ليحصل على النسبة المطلوبة فقد يكون هذا الذي لم يحصل على النسبة لأسباب اجتماعية ونفسية أثرت عليه قد يكون مستقبلا طبيبا بارعا لأن ميوله طبية وعليه فإن المسؤولية التربوية الملقاة على كاهل الأسر اليوم هي توجيه أبنائهم التوجيه الصحيح وعدم ترديد عبارات محبطة أمامهم حتى لا تقل عزيمتهم.
فهناك بعض الأسر سامحهم الله سلبيون ويبعثون على التشاؤم ويحبطون أبناءهم ولا يساعدونهم على إيجاد حلول لهم حتى يتمكنوا من تحقيق أحلامهم فالمسؤولية التربوية على كاهل الوالدين لا تتوقف عند مرحلة الطفولة ثم بعد أن يصل الأبناء لأمسّ مرحلة هم بحاجة للتوجيه نقول لهم أنتم كبرتم وتصرفوا بحياتكم.
هذا فضلا عن حالات أخرى يكونون أبناؤهم متفوقين ومعدلاتهم تدخلهم أكبر الكليات، إلا أن ميولهم ليست في العلوم والطب والهندسة فقد يرغب الشاب أن يكون مدرسا أو محاميا أو حتى باحثا نفسيا ثم يرغمون أبناءهم على تخصصات لا يرغبون بها وهنا قد يفشل هذا الطالب عند دخوله بالرغم من تفوقه لأنه يدرس ما لا يرغب، وبالتالي فعقله لن يستوعب شيئا هو مرغم عليه.
لذلك فإن أولياء الأمور اليوم مع التطور الذي يشهده المجتمع ومع انفتاح الإعلام عليهم أن يكونوا عامل بناء لأبنائهم وليسوا عامل هدم، فالعالم تطور والأبحاث التربوية والنفسية تطورت ويتوجب على الوالدين أن يثقفوا أنفسهم أولا حتى لا يقع أبناؤهم ضحية لجهلهم هم في أساسيات ومقومات النجاح الذي يتمنون لأبنائهم أن يحققوه.