عشاق المسلسلات من كل أطياف المجتمع من الأطفال والشباب والكبار، فالكل يحبون مشاهدة المسلسلات، حتى ان كثراً يفضلون مشاهدة المسلسلات على القيام بأعمال مفيدة تعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم، وهناك بعض الطلبة من يقصر في واجباته المدرسية لأجل مشاهدة حلقات المسلسل، هذا فضلا على تأثير المسلسلات على التحصيل الدراسي للكثير من الطلبة نتيجة انها تأخذ حيزا كبيرا من اهتمامهم.
إلا أن المعضلة ليست فقط في التأثير على الإنجاز بالنسبة للبالغين لأن كل إنسان حر في استثمار وقت فراغه بالطريقة التي يريدها ولكن الخطورة على النشء وبالأخص فئة المراهقين مما يعرض في بعض المسلسلات والتأثير على سلوكياتهم وحياتهم وتفاعلهم مع المجتمع من حولهم.
فقد يعتقد كتاب المسلسلات أن المسلسل هو عبارة عن قصة ورواية يتم تجسيد شخصياتها والبعض يعتبرها انعكاسا لثقافة المجتمع، إلا أن ما لا يمكن إغفاله هو تأثير المسلسلات على التربية بشكل كبير وملحوظ وبالأخص المشاهد السلبية التي يتم تجسيدها في بعض المسلسلات والشؤم والحزن الذي يعرض، كلها لها تأثير سلبي على النشء بشكل كبير فكثير من القيم باتت تسلخ من بين يدي الوالدين نتيجة ان المسلسلات اليوم باتت تربي.
قد يمتعض بعض كتاب المسلسلات من هذا النقد ويعتبرون ان كل أسرة كفيلة بمنع أبنائها من مشاهدة ما يعرض على شاشات التلفزيون، إلا أن هذا الأمر بات غير ممكن فالأسرة اليوم لا تستطيع التحكم في المراهقين وتوجيههم في اختيار المسلسل الذي يشاهدونه أم لا، وبالأخص إن رقابة وزارة الإعلام تكون من الناحية الشكلية، فبما أن المسلسل لا يحوي مشاهد خادشة للحياء أو ألفاظا بذيئة أو أي أفكار فيها تطرف أو سياسة فهو يجاز، ولكن مع الأسف هناك ما لابد أن يخضع للرقابة لأن مضمون هذه المسلسلات له آثار سلبية على الأسرة أولا والمجتمع ثانيا.
فكثير من المشاهد البائسة التي يتم فيها الإساءة بشكل كبير لبعض أركان الأسرة سواء أكان الأب أو الأم أو العم أو زوجة الأب أو الخالة أو الأخت في بعض الأحيان تكون القصة محورها ان أحد هؤلاء الشخصيات شرير وظالم مما ينعكس بدوره على العلاقات الأسرية فيما بينهم فنجد أن بعض المراهقين يكون لديهم بعد مشاهدة بعض المسلسلات حالات من التنمر على أقربائهم الذين تم تجسيدهم في صورة شريرة بالمسلسل فنجد أن الأبناء يخزنون في عقولهم صورا سلبية تنعكس على شكل تنمر نتيجة خوفهم من أن يحدث لهم ما حدث للشخصية المسكينة التي ظلمت في المسلسل.
المشكلة أن أغلب مسلسلاتنا مع الأسف حزينة وبائسة وبكاء وصراخ مما يجعل الكبار يصيبهم الغم من مشاهدتها وأعرف كثرا وأنا منهم ممن لا يشاهدون أي مسلسل نتيجة الاكتئاب والغم الذي تسببه بعض المسلسلات.
وهذا على خلاف الماضي كانت هناك الكثير من المسلسلات ذات قيمة مجتمعية وتربوية هادفة كان لها انعكاس إيجابي على المجتمع مثل مسلسل أبي وأمي مع التحية هذا المسلسل كان تربويا هادفا ورائعا لا زل يشاهد حتى الآن لأنه يعكس صورة تربوية ذات قيمة عالية وهناك من المسلسلات ما هو كوميدي كان يدخل البهجة في نفوس المشاهدين مثل مسلسل خالتي قماشة فهذه كانت أعمال فنية ذات قيمة عالية وتسعد من يشاهدها على عكس ما نشاهده اليوم في بعض المسلسلات.