(وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) (يونس: 107).
أصيب العالم بوباء الكورونا وهو ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليمتحن به عباده، فالعالم بين منعطف العقود الماضية كان يصاب بأوبئة فينجو من ينجو ويتوفى من يتوفى، أسأل الله العفو والعافية لنا جميعا.
وفي ظل هذه المحنة التي تعتري العالم جميعا لم يكن هذا البلاء بعيدا عنا، فقد أصيب عدد من مواطنينا في هذا الوباء الذين نسأل الله لهم العافية ونبتهل للمولى عز وجل أن ينقضي عنا هذا البلاء بلا أي خسائر.
ومع كل المحن والتحديات التي تواجه العالم اليوم لا يسعنا إلا أن نتقدم لحكومة الكويت بجزيل الشكر والعرفان ولجميع الفرق المشكلة لمواجهة انتشار فيروس كورونا بكل جهات الدولة التي جندت نفسها ووقتها لحماية المجتمع من هذا الوباء للحد من انتشاره.
فالأزمات دائما ما تكشف عن مدى التقدم الذي وصل إليه المجتمع وأثبتت كل قطاعات الدولة بأنها وصلت لدرجة من الوعي والتقدم نفخر به بين شعوب العالم، فالاستعدادات والخدمات المقدمة للجميع تعكس مدى تمسك الحكومة بالقسم الذي أقسمت عليه في خدمة الشعب والإخلاص له.
هذا فضلا عن الكرم والسخاء في توفير كل الطرق الممكنة لإنقاذ حياة المواطنين والمقيمين هذا فضلا عن استقدام الفريق الطبي العالمي للتمكن من انتهاج طريقة علمية وفق آخر تطور وصله له العلم الحديث في سبيله وقاية المجتمع من هذا الوباء.
إن كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة من الحجر الصحي إلى الاستعدادات في المطار وتعطيل الدراسة وإيقاف العمل بالبصمة كلها آليات ذكية للحد من انتشار الوباء هذا، فضلا عن المجهود الذي تقوم به وزارة الصحة والمؤتمرات الصحفية والشفافية التي تنتهجها في تعاطيها مع كل الأخبار المنبثقة عنها، تنم عن الوعي الكامل واحترام عقول المجتمع بعيدا عن اللغط والشائعات حتى يتمكن أفراد المجتمع من استقاء المعلومة من مصدرها الصحيح.
ونتمنى في المقابل في مثل هذه اللحظات الحرجة التي تعتري العالم أن تنجلي هذه الغمة التي ألمت بنا ويتوقف هذا الفيروس من الانتشار وتعود عجلة الحياة كما كانت عليها، وبعد أن تنجلي هذه الغمة نتمنى من كل أعضاء مجلس الأمة عدم نسيان الدور الذي قامت به الحكومة في سبيل رعاية أبناء هذا الوطن، وان تكون كل الاستعدادات التي قامت بها الحكومة محل تقدير من قبل البرلمان حتى لا تستمر الاتهامات الموجهة للحكومة دوما، والتي غالبا ما تكون في غير محلها.
بيد ان مثل هذه الأزمة الصحية التي تعتري العالم علينا من خلالها أن نستفيد مما توصل إليه العلم والمعرفة حتى لا تتوقف عجلة التنمية لدينا، حيث ان تعطيل الدراسة اليوم في المدارس والجامعات يجعلنا أمام حرج كبير في ان يتضرر المحصول العلمي للطلبة على الرغم من وجود وسائل التكنولوجيا الحديثة التي من الممكن استغلالها في مثل هذه الأزمة.
فما فائدة التكنولوجيا الحديثة إن لم تسخر في مثل هذه الأزمة لخدمة التعليم؟ البعض يحتج من فكرة التعليم عن بعد على الرغم من أن دولا كثيرة طبقتها، وبالتعاون بين أولياء الأمور والمدرسين من الممكن مساعدة الطلبة للتحصيل العلمي في مثل هذه الفترة.