نعيش في هذه الأيام المباركة العشر الأواخر من رمضان بعدها ينقضي الشهر ولأول مرة منذ أكثر من قرن من الزمان تغلق بها المساجد أبوابها وتغلق الكعبة ويفرض فيها على الناس كافة قرار البقاء في المنازل وهو ما نسميه بالحظر سواء الجزئي أو الشامل، وهذه الأيام العصيبة التي نمر بها تجعلنا أحوج بها من التقرب إلى الله عز وجل حتى يرفع عنا هذا البلاء، فلولا إرادة الله لما انتشر هذا الوباء حول العالم، وهي أيام لن تنسى في حياة الأحياء منا إن كتب لنا الله عمرا نعيشه بعدها.
فبعد أن كانت لنا في ذاكرتنا ذكرى غزو العراق للكويت ولزومنا في منازلنا لمدة سبعة أشهر وضياع الدراسة علينا كأطفال آنذاك والذكريات البشعة التي تمر على مخيلتنا لم يخطر لنا بال نحن أطفال الغزو آنذاك أن تعود علينا في كبرنا حادثة أخرى ألا وهي الوباء الذي جعلنا نعيش أجواء حرب لا نعرف مصدرها سوى أن حياتنا من جديد مهددة، فأي شخص قد يصاب بهذا الوباء كما كنا صغارا ولكن الفارق أن آلية الحرب مختلفة، ففي الغزو كان معروفا مصدرها وهي الصواريخ والرصاص والدبابات وعدونا آنذاك كان صدام وجيشه ولكن اليوم من هو عدونا؟ فيروس وما مصدر هذا الفيروس بين الإشاعات والأقاويل المتضاربة غير المعروف مصدرها ولا تصريح رسمي حتى اليوم يفيد بحقيقة فيروس كورونا.
إلا ان السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما الحقبة الزمنية التي ظهر بها فيروس كورونا كوفيد-19؟ فبما انه معروف لدى الأطباء ومسمى فلمَ يصدر بصورة مرض غامض تحير منه الأطباء ولكنه له اسم ووصف ورمز؟ وبما انه كذلك وحتى نغلق أبواب الشائعات نريد أن نعرف تاريخ هذا المرض متى ظهر؟ ومن أصاب؟ وكم عدد ضحاياه؟ وهل هو الطاعون بتسمية العرب؟ بينما هو مسمى لدى الغرب بكورونا؟ أسئلة كثيرة كنا نتمنى أن تتم الإجابة عنها من منظمة الصحة العالمية نفسها.
ففجأة ومن دون سابق إنذار ظهر هذا المرض باسمه الغريب وهو معروف لدى الأطباء ولكن لم يظهر لنا طبيب يحكي قصة هذا المرض الغامض.
ففي الفترة ذاتها التي انتشر بها فيروس كورونا حول العالم أعلنت الوكالات الإخبارية عن إصابة بعض المواطنين في إثيوبيا لمرض غامض في الحقول التي تعمل بها الشركات الصينية وتسبب في وفاة من يصيبه المرض مباشرة بعد أن ينزف المريض ثم يتوفى، فهذا المرض غامض ولم تتم الإشارة إلى مصدره او أسبابه فهو لم يتعرف عليه الأطباء حتى اليوم ولم يعره العالم أي اهتمام.
ولكن كورونا كوفيد- 19 معروف حتى انه في المسرحيات والمسلسلات كان يردد فمن أين عرف كتاب المسلسلات هذا المرض ومن أصاب مسبقا فمنذ ان ولدنا في هذا الجيل وأجيال أبائنا وأجدادنا فلم نسمع به؟ أسئلة متعددة تحتاج إلى إجابات عديدة فهذا الوباء الذي أصاب العالم وكبد العديد من الخسائر على كل الأصعدة البشرية والاجتماعية والاقتصادية تجعلنا بحاجة إلى إعادة سياسة الصحة العامة والمحافظة على البيئة بقدر اكبر من الاهتمام مما هو معمول حاليا فالتلوث والأغذية غير الصحية بالتأكيد سينتج عنها أوبئة فبذل الأسباب من ضرورة المحافظة على موارد التنمية المستدامة وسلامة الأغذية والهواء ومصادر المياه بالتأكيد ستساهم بحد كبير في القضاء على الأوبئة.
وبالتأكيد فإن الوصول إلى مرحلة للحد من التلوث بحاجة إلى تضافر الجهود على جميع الأصعدة.