لا أحد ينكر الأيام العصيبة التي اجتاحت ومازالت تجتاح العالم، وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها نبتهل إلى الباري عز وجل أن يعيد الحياة إلى سابق عهدها بلا فاقد ولا مفقود ومن دون أي أضرار تطول أي طائفة في المجتمع، فنحن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، وعليه فإن المسؤولية المشتركة التي تقع على كاهل جميع أفراد المجتمع كبيرة، ونتمنى أن يقوم كل منا بدوره من دون تذمر أو إساءة أو تجريح ومن دون التراشق بالاتهامات مع احترام كل القوانين والتعليمات التي يتوجب على الجميع الالتزام بها حتى نتمكن من تخطي هذه الأزمة التي تعترينا.
أيام قليلة تفصلنا عن عودة الحياة إلى سابق عهدها لكن المسؤولية اليوم ملقاة على كاهل كل فرد في المجتمع بأن يلتزم بتعليمات وزارة الصحة حتى نتمكن من السير بعجلة التنمية والنهوض بالدولة من دون خسائر مادية أو بشرية، فكل الإجراءات التي اتخذتها الدولة كافية أن تضعنا على الطريق الصحيح الذي يمكننا من خلاله من التعايش مع الوباء وتلافي أخطاره من خلال الوعي الصحي واتباع كل التعليمات والإرشادات الصحية.
إلا أنني في ظل هذه الظروف هناك شي أخشاه وقد يكون كثر مثلي يخشون وقوعه ألا وهو التراشق بالاتهامات والعودة إلى الاستجوابات وتعطيل العمل الحكومي وكشف وتصيد الأخطاء التي وقعت الحكومة بها في ظل هذه الأزمة.. ونداؤنا إلى كل أعضاء مجلس الأمة هو ضرورة ستر أي خطأ إن كان قد وجد من قبل الحكومة وتقدير المجهود الكبير الذي قامت به كل الكوادر الحكومية من أجل تخطي هذه الأزمة التي اجتاحت العالم.
فالحكومة ممثلة برئيسها وكل وزرائها وكوادرها الوطنية بذلت الغالي والنفيس لأجل المواطن حتى إننا لم نكن نرى وزيرا يجلس خلف مكتبه بل كانوا جميعهم وفي مقدمتهم رئيس الحكومة في الميدان، أي إن أعضاء الحكومة خاطروا بحياتهم من أجل تفقد ومباشرة كل الإجراءات للتحقق من سيرها على الطريق الصحيح.
ونتمنى أن تكون جميع الإجراءات التي قامت بها الحكومة محل تقدير من قبل أعضاء مجلس الأمة فلا نريد استجوابات أو تراشقا بالاتهامات فهذه أزمة عالمية، أي ان الحكومة ولأول مرة تتعامل مع ظرف طارئ، وحكومات العالم كلها ارتبكت في كيفية حماية شعوبها من هذه الجائحة وعليه فإن كان هناك من خطأ اقترفته الحكومة أو تقصير في أي جانب نتمنى ألا يتصيده بعض الأعضاء وأن يكون مجهود الحكومة محل تقدير من قبل أعضاء مجلس الأمة كما هو محل تقدير من المجتمع بأكمله.
لا نريد استجواب لأن الحكومة منعت الأثرياء من السفر خارج الكويت والتذرع بعبارة أنا مواطن حر في السفر أينما أشاء لأن الحكومة ما أغلقت مطاراتها وأوقفت كل الرحلات إلا بعد ان أغلق العالم كله الطيران لذلك إذا كان هناك من يعتقد أن الوباء في الكويت ويريد أن يفر منه الى دولة آمنة فقد كانت الكويت هي الأكثر أمنا.
لا نريد في المقابل استجوابا يتعلق بأن الحكومة منعت من أن يحلق أحد في الأجواء وحيدا بطائرته الخاصة للعودة إلى الكويت لأنه لا مجال للترف في مثل هذه الظروف التي تعتري العالم.
ولا نريد من يبدأ في الصراخ ويقول هناك تجاوزات وتخبط في الإدارة وتضخم في أعداد الوافدين والحكومة مسؤولة عن ذلك.. فلنتق الله في عباد الله الذين ساهموا في إعمار ليس الكويت وحسب بل الخليج كله.
وكل ما نرجوه أن يتم تقدير الحكومة التي خاطرت بحياتها لأجل مواطنيها وبذلت الغالي والنفيس وكل ما هو مطلوب من أعضاء مجلس الأمة فقط كلمة شكر لحكومة الكويت على ما قدمته للمواطنين.