عودة مجددا إلى التأكيد على أن جائحة كورونا ظرف طارئ عالمي اجتاح العالم أشبه بالكوارث الطبيعية من أعاصير وزلازل وسيول وحرائق، وأشبه بالحروب العالمية، فهو في ظاهره وباء إلا أن هذا الوباء إلى الآن لم يتم التأكد هل هو بفعل الطبيعة أي غير إرادي أم بفعل جهة بشرية شريرة، حقيقة لم يتم التوصل إلى حقيقة هذا الأمر حتى هذه الحظة.
وعليه فقد كفل المشرع والمقصود بالمشرع هم أعضاء مجلس الأمة فقد اعطوا الصلاحية للحكومة في حرية التصرف في عملية الضبط الإداري والضبط الإداري ينتج عن ظرف طارئ يهدد الصحة العامة كما هو الحال في كورونا أو السكينة العامة أو النظام العام أو الآداب العامة، فكل هذه الظروف مجتمعة كفل المشرع للحكومة الحق في أن تتصرف في هذه الظروف وفقا لما تمليها عليها المصلحة العامة.
وعليه، فإن الحفاظ على الأرواح أهم بكثير من أي شيء آخر قد يعوض، ولكن إذا ما فقد الإنسان فلا عوض، لذلك فقد وجدت الحكومة نفسها أمام ظرف طارئ، أرواح المجتمع مهددة، فأي منا قد يصيبه الوباء وقد يتوفى وهنا المسؤولية ملقاه على كاهل الحكومة حتى تحمي أفراد المجتمع الذين قد يستهتر البعض منهم فيضر بنفسه وبقية أفراد المجتمع.
حقيقة في مثل هذه الظروف الطارئة لا يمكن التنبؤ بعواقبها ولا يمكن التنبؤ بفترة زوالها وغالبا ما ينتج عن الظروف الطارئة ارتباك للحكومات أينما كانت، فأعضاء الحكومة بشر ليسوا آلة وبالأخص فإنه في خضم هذه الظروف لا أحد يستطيع أن يتنبأ متى ستعود الحياة إلى سابق عهدها وما هو الإجراء الأسلم ودائما ما ينتج في الظروف الطارئة ارتباك، لأن الأمر جديد ولا يمكن التنبؤ به، ففي العقود المنصرمة كانت هناك ظروف طارئة مختلفة عن التي نواجهها اليوم مثلا، التوقعات كانت تدور حول ظروف عسكرية فتضع الدولة مخططات في الظرف الطارئ الذي قد تواجهه في مثل هذه الحالات هنا لأن العالم اعتاد على الحروب فمن الممكن توقع الحدث ووضع حلول له.
ظرف طارئ آخر قد يكون بيئيا كسيول أمطار أو زلزال أو فيضان هنا لأن العالم مسبقا شهد مثل هذا الظرف الطارئ في هذه الحالة من الممكن ان تكون هناك توقعات مسبقة يمكن وضع حلول لها.
ولكن منذ ان خلق الله سبحانه الأرض وما عليها وإلى ان تقوم الساعة أبدا لن ينسى التاريخ هذا الظرف الطارئ الذي اجتاح العالم، فهو، حقيقة، جديد، نعرف ان هناك أوبئة، ولكن وباء يجتاح العالم بنفس التوقيت ويصيب كل المجتمعات والعالم كله يغلق ابوابه، وهذا امر لا يدخل بالتأكيد في الحسبان، وعليه يقال ان فرعون أسطورة عصره في ذلك التاريخ الذي ارّخه الله في كتابه الكريم وحين قال رب العالمين (ويخلق ما لا تعلمون)، ها نحن وجد لدينا فيروسا خلقه الله ام ألهم عقولا بشرية ابتكرته، ففي النهاية يخلق ما لا تعلمون.
وعلى اساس هذه النظرية هناك امور بالتأكيد غير متوقعة ومربكة وخطيرة. حكومات العالم اليوم كلها مجتمعة لوضع حلول لذلك فمن الطبيعي أن تكون كافة الخطوات التي اتبعتها الدولة في خضم هذه الظروف طبيعية ومشرعة بالقانون، فأنت لديك ظرف طارئ حياة المجتمع وحياتك مهددة.. كيف ستتصرف؟
وعليه من ينتقد الحكومة على كل شاردة وواردة ويتصيد لها الأخطاء نقول له أملِ علينا باقتراحاتك وضع نفسك أنت اولا في موضع القرار قبل ان تدلي بسهام اتهاماتك، فأعضاء الحكومة ليسوا بروبوت بل هم بشر ومن لديه حلول فليدل بها ولا يوجه النقد وحسب.