مر علينا منذ أيام مضت في تاريخ 16/6 تاريخ مولد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، الذي نسأل الله أن يطيل في عمر سموه ويمده بالعمر المديد لسنوات وسنوات وهو في موفور الصحة والعافية.
حقيقه أنا كلما تذكرت سمو الأمير أحب كثيرا أن أسمع أغنية الشاعر طلال السعيد التي كتبها تحت عنوان «عاش الأمير»، وهي قصيدة حقا رائعه تدخل البهجة والسرور في نفوس كل عشاق صاحب السمو. وقد لا أبالغ حين أقول إن قصيدة «عاش الأمير» تعتبر من أجمل ما كُتب من قصائد تغنّت في سمو الأمير، وهذه ليست بغريبة على النائب السابق ابن الجهراء أن يكون له مثل هذه القصيدة الرائعة.
فأنا حقيقة منذ سنوات وأنا أسمع هذه الأغنية في البداية لم أكن أعرف الشاعر الذي كتبها وبعد بحث وتقصٍّ، عرفت أنه طلال السعيد الذي عبر خلالها عن مشاعره الصادقة دون زيف ودون تملق، فصدق الكلمات دائما يصل للمتلقي، فلا أحد يستطيع تزييف شعوره وبالأخص في الكتابة سواء في الشعر أو المقال، فدائما كل إناء ينضح بما فيه وشعور النائب السابق طلال السعيد وصدق إحساسه استطاعا أن يوصلاه للملايين بهذه القصيدة الرائعة.
حقيقة، قد نكون مقصرّين مع شعرائنا كثيرا، فغالبا ما تذكر الأغنية وقليل من يعرف من كتبها، إلا أن هذه مشكلة القصائد المُغنّاة التي تُنسب غالبا للمطرب ويُنسى كاتب الكلمات، إلا أننا بدورنا لابد أن نشيد بإبداعات أبناء وطننا لما يقدمونه من إنتاج ذهني لابد أن يخلّد حقيقة.
بالنسبة إليّ لا أعرف النائب طلال السعيد شخصيا إلا أنني أذكر أنني حين كنت في «سنة أولى جامعة» دُعيت لحضور أمسية شعرية له في الجامعة وإلى الآن أتذكرها لأنها كانت مميزة حقيقة، فالشاعر طلال السعيد لديه الكثير من القصائد الجميلة إلا أنها لم تلق رواجاً قد يكون بسبب طغيان الجانب السياسي عليه كونه نائباً، إلا أن كل ما ينتجه الفكر لابد أن يلقى تقديرا لأنه هو الذي يكسب الشعبية.
فأنا على سبيل المثال بالنسبة إليّ لا أعرف مواقف النائب طلال السعيد السياسية إلا أنني أعرف أشعاره، وكنا نتمنى حقيقة أن تستمر هذه الإبداعات لأنها تكسب البهجة والشعبية اكثر من الجانب السياسي.
فعلى سبيل المثال هناك أناس كثر قد يحبون شاعراً لأنه عبّر عن آرائهم ومشاعرهم بأغنية جسّدت الشعور الذي يحسونه كما في قصيدة «عاش الأمير» أستطيع أن أؤكد أن النائب السعيد لو رشّح نفسه مرة أخرى للانتخابات قد يحظ بأصوات كثيرة بسبب قصيدة، وهو قد لا يصدق إلا أنها فعلا تكون متى ما كانت قصائده فعلا تلقى رواجا شعبيا.
فنحن بحاجة ماسّة إلى شعرائنا لأننا مللنا السياسة والأخبار السياسية المملة التي تدور حول أزمات وصداع الرأس، ونريد حقيقة أن تدخل البهجة في قلوب المواطنين من خلال دور شعرائنا، فاكتبوا لنا الشعر واكتبوا لنا كل ما هو جميل حتى تدخلوا البهجة في نفوسنا.
فكفانا غمّاً وكفانا حزنا نريد أن نفرح وهذه مسؤولية مجتمعية لابد أن تتضافر بها الجهود لتحقيقها، فالخطاب الإعلامي ذو الأهداف الإستراتيجية غائب، فنحن مع الأسف من باب عدم التخطيط ظهرت بعض الوجوه على الساحة باتت تبث سلبيات عوضا عن الإيجابيات ونريد أن نعيد دور الشعراء، فالشاعر له دوره كبير ومؤثر في المجتمع منذ التاريخ وليس فقط في العهد الحديث.
ولنا على سبيل المثال لا الحصر الشاعر أبونواس فما حبّب النساء في العباءة السوداء إلا بعد قصيدة أبي نواس التي قال فيها:
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ -- ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ ثِيَابَهُ -- حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ