أثيرت في الآونة الأخيرة أزمة عالمية بسبب جريمة قتل فالكل بات يراجع نفسه حتى يتم إلغاء كافة الرموز والإشارات التي تدل على العنصرية وقد يكون اكثرها غرابة هو توجه شركات التجميل العالمية بإلغاء عبارة «تبييض البشرة» من منتجاتها وهو امر مستهجن حقيقة ومرفوض لعدة أسباب، أولها انه كما أن هناك منتجات توضع عليها «تبييض البشرة» هناك أخرى يوضع عليها تسمير البشرة، وهناك أناس كثر باتوا يلجأون لتسمير بشرتهم وهذه حرية شخصية فهناك بعض النساء يردن أن يفتحن بشرتهن وأخريات بيض يفضلن أن يكن ببشرة غامقة، وهذه في النهاية حرية شخصية وأبدا لا علاقة لها بالعنصرية، فمنذ متى كانت مستحضرات التجميل لها علاقة أصلا بالمعتقدات الخاطئة المغروسة في عقول البشر والتي تعود إلى قوانين غير مفعلة وثقافات بين طائفة من البشر لا تؤمن بحقيقة أن كل من على الأرض هم أبناء آدم وحواء على اختلاف ألوانهم ولغاتهم ودياناتهم فأصلهم واحد.
أما منتجات التجميل فليس بقرارها أن تلغي عبارة تبييض بشرة لأنها ملزمة بوضع وصف للمستحضر الذي تبيعه فما هذا المستحضر؟ وما اثره على البشرة؟ فهي ملزمة بالتوضيح حتى لا نقع بمشاكل سوء استخدام المنتج الذي بالتالي سيكلف شركات التجميل تعويضات طائلة متى ما تسبب في أضرار للمستخدمين.
فالعنصرية أصولها وجذورها لم تتسبب فيها شركات التجميل من الأساس حتى تبادر في تغير وصف منتجاتها بل المعتقدات الخاطئة التي لا بد أن يكون هناك قانون يجرمها خاصة أن الجريمة مرفوضة من كل الأطياف فلو قام أسود بقتل أسود فقد حدثت كثيرا إلا أنها لم تسبب أزمة عنصرية وكذلك لو قام أسود بقتل أبيض لن يقال عنصرية ولكن لأن الجريمة ارتكبت من ابيض فقد تم ربطها بالعنصرية دون النظر للأسباب وحتى إن كانت نابعة من عنصرية رجل واحد فهذه أزمة قانون كما ذكرنا بحيث لا بد أن يعدم من الجريمة الأولى دون انتظار أن يقترف جريمة أخرى ويثير أزمة عالمية.
أما إقحام شركات التجميل ومستحضرات التجميل فهذا مع الأسف فيه تخبط وعدم إدراك لفحوى القضية من الأساس وقد تدخلت بها دول لا تعاني من العنصرية وعليه إذا كان عبارة تبييض بشرة تثير العنصرية إذن ماذا نقول عن عمليات نفخ الوجه والشفتين للتشبه بالسود؟ هذه لا بد أن تلغى أيضا حتى لا تثار حفيظة البيض من أن العالم يفضل أصحاب الشفاه الممتلئة وأن الرجل يفضل السوداء على البيضاء، هنا أيضا النساء ذوات البشرة البيضاء يطالبن بإلغاء مثل هذه العمليات منعا للعنصرية.
فهل لو قمنا بهذه الآلية من التفكير ستكون منطقية او أن العالم حينها سيجد اننا عالجنا مشكلة قد لا تكون موجودة من الأساس إلا في عقول أناس تعيش على أيام الجاهلية الفكرية فكما نحن المسلمين لدينا زمن الجاهلية فهناك مجتمعات غربية كان لديها زمن جاهلية أيضا وبعض أفرادهم مازال يعيش في ذلك الزمن المتخلف.
ولكن كما ذكرنا مسبقا لا يوجد علاج للعنصرية الا بقانون مفعل يجرم أي جريمة ترتكب أو أي إهانة لأي فرد سواء بالتحقير به أو لطائفته أو لفصيلته سواء أكان أبيض أو أسود وأي جريمة قتل ترتكب لا بد أن يعدم قاتلها أيا كان مرتكب الجريمة لأن جرائم القتل هذه من أبشع الجرائم التي تهدد أمن العالم ولا بد ان تحارب من قبل تفعيل القوانين الدولية وبمساندة من الأمم المتحدة وليس عن طريق شركات التجميل بالإضرار بمن تستخدم هذه المنتجات فلا تعرف ما تحدثه في بشرتها.