لا أدري حقيقة كيف يفكر البعض منا، فلدينا أزمة صحية عالمية، وهي تعني أن حياة أي فرد في المجتمع من الكبير إلى الصغير مهددة بالخطر، ولدينا تحديات متعددة بين الحفاظ على صحة الإنسان ومعالجة أزمة التعليم العام التي لم نشهد لها حلا جذريا بعد، وأزمة الاقتصاد الذي تضرر، وكيف لنا أن نعالجه لنتمكن من عبور هذه الأزمة بأقل الخسائر، هذا بالإضافة إلى التحديات الأمنية المختلفة ومحاربة الجرائم التي باتت بازدياد بكافة أشكالها.
وعلى الرغم مما نعانيه، نجد أن أناسا لدينا يخرجون عن صلب ما يعانيه المجتمع إما بارتكاب جريمة تهز الأمن القومي وتضر بسمعة المجتمع أو بأقاويل وأكاذيب هدفها نشر الفتنة في المجتمع، أو بارتكاب جرائم أخرى كالقتل والفساد والتعدي على المال العام، هذا فضلا عن الاستجوابات التي في غير محلها وتوقيتها، فنجد أن عمر البرلمان قد انتهى تقريبا إلا أن شهية البعض في الاستجوابات لم تنته، وكأنها معاهدة مع الذات على الاستجواب حتى في الجلسة الأخيرة من عمر المجلس.
حقيقة ما نحتاجه اليوم هو حلول ودراسات تساعدنا على تخطي هذه الأزمة، فمن لديه بحث علمي فليتقدم به ومن لديه اقتراح مجد فليدلِ به، أما الخروج وجر المجتمع نحو نقاشات عقيمة لا جدوى منها لا تهدف إلا لزرع الفتنة والأقاويل والإساءة لسمعتنا الدولية، فهذا مرفوض جملة وتفصيلا.
فاليوم المجتمع بأمسّ الحاجة لتكاتفه بكل أطيافه ومذاهبه فلابد أن نكون على قلب واحد وهدف واحد ألا وهو مصلحة الكويت لأننا بدونها لن يكون لنا وزن ومقام، فالكويت أكسبتنا الكثير وأعتقد أن أولى مظاهر رد الجميل للكويت وحكومتها هو مد يد العون وليس الهدم وذلك بتكاتفنا مع بعضنا فنكون كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء.
لذا من الضروري أن يكون التركيز في هذه المرحلة تحديدا على أرواحنا المهددة بالخطر فأزمة كورونا لم تنته فالإصابات مازالت على حالها، الحياة لم تعد إلى طبيعتها وهناك أناس لم يخرجوا من منازلهم منذ بداية الأزمة، وهناك أناس مصابون بهلع الوباء الذي لا نعرف ماذا سيؤول إليه.
لذا كل ما نحتاجه في هذه الفترة هو أن نقول خيرا أو نصمت، أعطونا فترة هدنة، فحتى الموت لا يوقف البعض عن رغبته في إثارة أزمات في المجتمع وماذا بعد الوباء والمرض والأرواح لا شيء يبقى.
البعض يغرد باسم الدين ويعتبر نفسه متدينا ولا يعلم أن آيات القرآن ووصايا الرسول حذرت من الفتنة في المجتمع الآمن، فنعمة الأمن أكبر نعمة من الله، إلا أن البعض يعتبر أنه هو الإسلامي فقط والبقية غير مسلمين، فقط هو المسلم وهو من يعرف بالدين.
وأقولها نحن في الكويت أكثر شعوب العالم تدينا وأكثر شعوب العالم تمسكا بديننا حتى لو لم يبد على بعض الأشكال الخارجية علامات التدين ولكن الإسلام في قلوبنا، وحكامنا مسلمون ويحكموننا منذ أربعمائة عام، وقوانينا إسلامية ما عدا قانون الجزاء في بعض عقوباته، ومن يرد تطبيق العقوبات الشرعية فليتقدم بقانون لمجلس الأمة والحكومة ستطبقه، فالحمد الله أن حكومتنا تستجيب لما يطلبه منه شعبها.
وعليه فكل المواضيع الثانوية وغير المجدية أعتقد أننا لابد أن نتركها جانبا ولنركز على أرواحنا المهددة ومستقبل الطلبة الذي تأخر تخرجهم، ولا بد أن نحاول إيجاد حلول لمشكلتهم قبل الخوض في المواضيع الهامشية والافتراءات التي لا جدوى منها، ولنعلم جميعا أننا في قارب واحد وما يسري على الأقلية يسري على الأغلبية، نرجو أن تكون كلماتنا واضحة وأؤكد أن كل ما أكتب عن إرادة حرة وليس إملاء من أي طرف، بل نحن كمواطنين مللنا الأزمات ووصلنا لمرحلة الكفر بها، ونستعيذ بالله من مثيري الفتن في بلادنا.