مرت وزارة التربية بتقلبات متعددة في قراراتها خلال أزمة كورونا ونحن حقيقة لا نلومها لأن الوضع جديد ومرحلة حساسة ودقيقة إلا أن القرار النهائي الذي صدر كان في مصلحة بعض الطلبة على خلاف آخرين، وبالأخص للمرحلة الثانوية، فمن كان معدله عاليا كان محظوظا، ومن كان يعول على الفصل الثاني لرفع معدله فاتته الفرصة، إلا أننا بالتأكيد لا ننفي أن أضرارا كثيرة طالتنا من جائحة كورونا إلا أن اقتطاع نسبة 25% من المعدل نرجو أن تتم إعادة النظر فيه حتى نعطي فرصة للطلبة الذين يريدون رفع معدلاتهم.
الأمر الآخر والأهم هو القرار الذي قد أصابنا بالإحباط حقيقة وهو أن التعليم لسنة مقبلة سيكون عن بُعد وهذا يعني البقاء بعزلة لعام مقبل، أي نعم أن الأمر ليس بيد الحكومة بل بيد كورونا التي حلت علينا كالقضاء المستعجل والذي لا نعرف حقيقة هذا الوباء وما الذي سيؤول اليه إلا أننا نتمنى أن يزول بأقل الأضرار.
بيد ان ليس خيبة الأمل في البقاء بالمنازل لعام مقبل وحده ما أغمنا وأصابنا بالإحباط، بل الأمر الآخر هم طلبة الابتدائي كيف سيدرسون وحيدين عن بُعد من دون أمهاتهم، فأغلب الأمهات موظفات وبالتالي من سيسيطر على الطفل ويحضره لدروس التعليم عن بعد في غياب والدته؟
بالتأكيد التعليم عن بعد وجه حضاري وإيجابي لا ننكره بل نشجعه ولكن للطلبة الكبار من المرحلة المتوسطة وما تليها من مراحل عمرية ولكن طلبة الابتدائي من سيجلس الطفل على الكمبيوتر وأمه ليست معه؟
فالأطفال في المرحلة الابتدائية كثيرو الحركة ولا يعرفون ما هو التعليم من الأساس حتى يدركوا التعلم الذاتي وبالأخص أن طلبة الابتدائي وهم في المدارس يتم التعامل معهم في حزم حتى يجلسوا ويسمعوا شرح المدرسة فما بالك وهم في المنزل ولا احد معهم لا والدتهم ولا المدرسة فما الحل برأي وزارة التربية؟
بالنسبة لي أجد أن هناك حلين لا ثالث لهما إما أن يتم منح الأمهات اللواتي لديهن أبناء في المرحلة الابتدائية إجازة مفتوحة من أعمالهن للجلوس مع أبنائهن أو أن يتم تحويل حصص المرحلة الابتدائية في التعليم عن بعد للفترة المسائية.
وعلى خلاف هذين الحلين لا أعتقد أن هناك حلا بديلا، فالطلبة لابد أن يتعلموا وهذه ضرورة وفي المقابل لابد أن يكون معهم أمهاتهم ليسيطروا عليهم ونضمن أنهم بدأوا بالاستيعاب والتفاعل مع المعلمة.
لذا نأمل أن تتم معالجة هذه المسألة وإصدار قرار فاصل بها لأنها حقيقة أزمة ومشكلة، فهل سنترك طلبة الابتدائي مع عاملات المنزل هي تجلسهم للدرس؟ هذا أمر غير ممكن فنحن نعرف أطفالنا لا احد يسيطر عليهم إلا ذووهم وبالأخص الأم.
نعرف أن وزارة التربية تعي تماما أبعاد الأزمة ولكن في المقابل عند صدور قرار نرجو ألا يترك مبهما ويثير الكثير من التساؤلات لدى أولياء الأمور فنريد أن يتبع القرار قرار معالج لسلبيات القرار الصادر.
نحن نعيش أزمة من أشهر ومنظمة الصحة العالمية لديها توجيهات صارمة ونحن في الكويت نتبع توصيات منظمة الصحة العالمية ولكن لا نريد أن يمر المواطنون بمرحلة من القلق فوق كورونا وتأتي وزارة التربية بقرارات تربك المجتمع وتزيد من تساؤلات أولياء الأمور دون أن تعطي المجتمع رؤية واضحة لآلية التنفيذ.
نعرف أنها أزمة وأزمة جديدة على العالم كله وليس الكويت وحدها بل قد نكون نحن أكثر الملتزمين بقرارات منظمة الصحة العالمية وهذا يعكس مدى حرص الحكومة على صحة المواطنين وهو أمر تشكر عليه.
ولكن تصريح وزير التربية سبب قلقا وقيلا وقالا في المجتمع، فأولياء الأمور قلقون وزادهم قلق تصريح وزير التربية، في المقابل لم يعط تطمينات، فهذا مستقبل طلبة وتحصيل علمي ومسؤولية لا تقل أهمية عن الصحة لذا نرجو من وزارة التربية وضع حلول لأزمة طلبة الابتدائي.