مرت علينا السنوات الأخيرة حاملة بين طياتها العديد من الابتلاءات والمحن، أسأل الله أن تكون لها نهاية ونشهد استقرارا يمنحنا الأمل والتفاؤل في حياتنا، وها نحن ندخل في محنة ونخرج على أخرى دون أن يكون هناك على الأقل إحساس لدى البعض بخطورة الأوضاع التي تحيط بنا ودقة المرحلة التي تعترينا.
بداية ندعو المولى عز وجل أن ينعم على والدنا وقائدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، بتمام الصحة والعافية، والعودة من رحلته العلاجية إلى أرض الوطن سالما معافى في القريب العاجل.
وننتقل إلى الأوضاع الاستثنائية التي نعيشها، خاصة مع وباء «كورونا» الذي لم تتم السيطرة عليه حتى الآن، فكل يوم هناك حالات إصابة بالمئات عطلت الحياة لدينا، فهناك أناس كثر تضرروا من هذا الوباء بشكل كبير فهناك من فقد عزيزا، وهناك أناس خسرت أعمالهم نتيجة الأزمة الاقتصادية التي حلت بالعالم وهناك طلبة تأخر تخرجهم، وآخرون حرموا من مواصلة تعليمهم هذا العام.
هذا فضلا عن قضايا الفساد التي طفت على الساحة مؤخرا دون سابق إنذار مع الأزمة الاقتصادية التي تعتري الدولة والكثير من الأزمات شيء نعرفه وآخر لا، وكنا نتمنى في ظل هذه الظروف أن نجد أناسا تقدر ما نعيشه من أزمات حتى نتقبل مهاترات ورغبة البعض في الظهور الإعلامي من خلال تقديم استجوابات الكثير منها لم يكن لها أي دافع.
وها نحن اليوم نشهد تقديم استجواب لسمو الشيخ صباح الخالد، وعلى ماذا الاستجواب لأجل أزمة كورونا وإدارة سموه للأزمة، وما أعرفه حقيقة أنه منذ بدأت أزمة كورونا وسمو الشيخ صباح الخالد لا يعرف الراحة ونزل الميدان بنفسه حتى أنه خاطر بحياته، وكان متواجدا في المحاجر الصحية للاطمئنان على المصابين، وما أعرفه أيضا أن الكويت كانت الدولة الأكثر حرصا من بقية دول العالم على عودة المواطنين من الخارج في ظل هذه الأزمة وقامت بعمل حجوزات لهم في الفنادق والتكفل بمصاريفهم حتى عودتهم للكويت.
وما أعرفه أن الحمد لله بينما كان العالم كله يغلق أبوابه ومنافذه لم تنقصنا مواد غذائية أو دوائية فكل شيء والحمد لله كان متوافرا وما أعرفه أن الرواتب لم تتوقف، بالرغم من أن مقار العمل كانت مغلقة ولم يكن هناك دوام، وقد كان سمو الشيخ صباح الخالد حريصا على ألا تتوقف أعمال الدولة، وفي المقابل لا ينتشر الوباء بين الموظفين وجلسنا في منازلنا ورواتبنا لم تتوقف.
وما اعرفه أن الشيخ صباح الخالد كان يظهر في مؤتمرات صحافية وقريبا من المواطنين لأبعد الحدود حتى لا يكون المواطن بعيدا عما يدور حوله.
ولو أستمر في تعداد ما قام به سمو الشيخ صباح الخالد في هذه الأزمة، فأنا بحاجة لمجلدات وليس لعمود صحافي، فقد كانت إدارته للأزمة الصحية التي اجتاحت العالم أكثر من رائعة، فيها ثبات واستقرار وبعد نظر، ولا أعرف حقيقة كيف يمكن أن تدار أزمة كورونا بنظر النائب المقدم للاستجواب لأنه لو كان هناك أمر أفضل لكان النائب أخبرنا به بدراسة على الأقل قدمها للملأ وقرأناها بإحدى الصحف لمساعدة الحكومة على إدارة الأزمة بشكل أفضل، فالنائب المستجوب لم تعجبه طريقة سمو الشيخ صباح الخالد، إذن لماذا لم يخبرنا كيف لها أن تكون بشكل أفضل؟ أليس من الواجب الوطني أن من يكون لديه اقتراح أو فكرة أن يقدمها للشعب ولرئيس الحكومة لنستفيد منها؟ إذن لماذا لم يقدمها النائب لنا إذا كانت لديه طريقة أفضل لإدارة أزمة كورونا.
نخشى أن يكون الأمر من قبيل الانتقاد والظهور الإعلامي قبل الانتخابات، رغبة في لفت نظر المجتمع باستجواب سمو رئيس الوزراء لأجل أزمة كورونا، وهذه حقيقة كنا نتمنى لو تمت على الأقل بعد أن نطمئن على صحة صاحب السمو وعودته سالما بيننا، وبعد انتهاء أزمة كورونا، على الأقل حينها من يريد أن يبرز إعلاميا من استجواب الرئيس على الأقل نكون في ظروف نفسية أفضل مما نحن عليه الآن حتى نتحمل أي مهاترات، ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي؟
لا يسعنا الا أن نقول حسبنا الله سيأتينا الله من فضله إنا إلى ربنا راغبون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أسأل الله الصبر لنا جميعا.