مع ما يقارب الستة أشهر منذ بدأ انتشار الوباء في العالم انقطعنا عن التواصل مع الآخرين إلا التواصل الافتراضي مع الترهيب والإعلام القوي الذي انتهج ليس في الكويت فحسب بل في كل أرجاء العالم عن خطورة وباء كورونا، والموضوع أشبه بإنسان قيدت حريته مع ترهيب من فيروس لا يرى حتى نحذره ولكن ترهيب من خطر غير مرئي تسبب لأناس كثر بالفوبيا لأشهر، ثم نقول لهم اليوم عدنا للحياة، ولكن الوباء لم ينته إذن كيف سنعود؟ مع كل هذه الأفكار والوساوس التي ترادونا.
فهل أخطأ الإعلام بكل ما تم توجيهه من رسائل للجمهور عن وباء يسبب الموت، اعتقد أن الإحساس بالخوف من الموت في كل لحظة أشد ضررا على الصحة العامة للفرد من الموت المفاجئ، ولكن الإعلام لعب دورا كبيرا في الترهيب لتوعية الشعوب، وقد يكون القلة ممن التزم بالاشتراطات الصحية، ولكن الأغلبية لم تعر اهتماما، ولا نعرف هل التقيد بالاشتراطات الصحية كان فيه جبن من الذين التزموا بهذه الاشتراطات مع مغامرة الآخرين وعدم اكتراثهم.
فاليوم لم نشهد انخفاضا في معدل الإصابات بيد أن هناك من يعيش حياته طبيعيا وهناك من لايزال قيد الخوف، ولكن السؤال من كل ذلك، كيف سنعيش حياة طبيعية في ظل أزمة كورونا التي لم تنته، وهل كان الحظر والتقييد ومنع الأعمال فيه إيجابية؟ الحقيقة لا، فالوضع على حاله، وعلينا التماشي معه، إذن العودة لنصيحة بوريس جونسون التي لم يكترث لها العالم، ولا يسعنا إلا أن نحييه على بعد نظره، وقد صدق حين قال إنه سيثبت للعالم بانهم الأذكى، وأقول له نعم انتم الأذكى لأننا اليوم قمنا بكل التعليمات التي فرضتها منظمة الصحة العالمية والتي عارضتها بريطانيا، فتضررت أعمالنا وتضرر الاقتصاد، وليت في المقابل الوباء قد انتهى أو قلة الحالات، أو تمت السيطرة عليه، فهي مازالت على حالها، إذن لو كنا تماشينا مع الوباء منذ البداية لتلافينا الأضرار التي حلت بنا، ولكن العالم كله استجاب لمنظمة الصحة العالمية.
إذن، كان من المخطئ كل الإجراءات التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية وطبقتها دول العالم، لأننا نواجه اليوم الوباء، فهو على حاله بالإضافة إلى مشكلة الفوبيا ومشاكل اقتصادية واجتماعية وتعليمية وغيرها لا تعد ولا تحصى، وليت كل هذه الأزمات التي طفت ساهمت بالمقابل في انقضاء الوباء، ولكنه على حاله.
فاليوم لدينا أزمة تعليمية، أطفالنا انقطعوا عن الدراسة لما يقارب الثمانية أشهر وسيعودون في التعليم عن بعد، ولكن أين هي الصحة النفسية لأطفالنا الذين حرموا من كل ملذات الحياة، فإرهاب الأطفال الذي مارسته منظمة الصحة العالمية بتوجيهاتها حول العالم لا تغتفر، وخصوصا أن الوباء هو مسمى آخر للإنفلونزا، فهل نرهب أطفال ونجعلهم يعيشون حياة حرب لأجل أعراض إنفلونزا ؟.
بيد ان الحديث عما مضى أصبح لا فائدة منه، وعلينا أن نفكر في حياتنا مع ترتيبها دون الاكتراث بالمخاوف، فالإيمان بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هذه الثقافة التي لابد أن تزرع ،وليس ما حدث في العالم من ارتباك وأضرار لا ترضي الله ورسوله.
فاليوم، كما كان للإعلام دور في ترهيب المجتمع نريد برامج تأهيلية لكل شرائح المجتمع حتى تعود الحياة كما كانت بالتدريج، مع ضرورة البدء في التفكير في كيفية عودة الأطفال للمدارس، فالمدرسة بالنسبة للطفل مجتمع متكامل، وليس فقط الهدف منها هو تلقي الدروس بل الاقتران ببقية الأطفال واللعب والتفاعل وحرمانهم من التعليم التقليدي قد يؤثر على صحتهم النفسية.
بحيث لابد ان تخطط لنا منظمة الصحة العالمية برامج لكيفية عودتنا للحياة مجددا، لعلها تستطيع ان تنقذ الخسائر التي حلت بالعالم، فأنشطة اقتصادية انهارت بسبب كورونا، أناس تضررت على الصعيد النفسي والاجتماعي حتى أننا وصل بنا الحال بعدم الرغبة في السماع مجددا أي خبر عن الإصابات بكورونا.
فالعودة للحياة مجددا لابد أن يقابلها إعلام قوي، وفي المقابل نطالب بريطانيا العظمى بأن يكون لمستشاريها دور أكبر في المنظمات العالمية لأنه ثبت فعلا أنهم أذكى شعوب العالم على الإطلاق.