لم تشهد الكويت منذ عقود ما تشهده الآن من نهضة عمرانية هائلة. وقد شهدت بنفسي في جولة سريعة من حدود الكويت الجنوبية (النويصيب) مرورا بالوفرة ومدينة صباح الأحمد والخيران والجسور الهائلة التي تأخذك من دوار الشيراتون إلى وجهتك في شمال الكويت وشرقها وغربها، كلها مشاريع تنم عن نهضة كبيرة في البنية التحتية، لكنها لم تحظ بحملة تسويقية مناسبة، ولو حدثت في مكان آخر لعرف بها القاصي والداني.
ولم تشهد الكويت حتى على صعيد نهضتها العمرانية ما يحدث حاليا من بناء العديد من المتاحف العالمية في موقع مدرسة عبدالله السالم والوزارات والمطار الحديث الجاري إعداده، ومبنى الركاب 4، فضلا عن بناء عدد من المستشفيات كالمستشفى الأميري والجهراء وتطوير مستشفى مبارك والعدان وغيرها مما يصعب عدّه. ومنذ متى كان لدى الكويت حديقة بحجم وطبيعة حديقة الشهيد التي حسم أمرها لتكون رئة الكويت التي تتنفس منها هواء نقيا، حيث ستمتد من اول الدائري الأول إلى وزارة الإعلام وفق أحدث مقاييس التخطيط.
ونحن نبتهج بعودة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سالما معافى من رحلته العلاجية، لابد أن نستذكر إنجازات سموه العديدة، وكيف وضع بصمات مضيئة في البلاد، ولم ينس سموه الشباب بل كان من أبرز المؤيدين لوضع وزارة لهم واعتمد مرسوم أشهر صندوق تمويلي بقيمة ملياري دينار للمشروعات الصغيرة لدعم وتشجيع انخراطهم في العمل الحر الذي جبل عليه أهل الكويت.
لو استثنينا حقبة بناء الكويت الحديثة في عهد الراحل الكبير عبدالله السالم، وتمتع البلاد في السبعينيات والثمانينيات بعصرها الذهبي، فإن العصر الحالي أضاف لبنة جديدة لبلادنا وهي النهضة العمرانية الهائلة والحديثة وبناء أكبر بنية تحتية نشهدها، وذلك في عصر أمير النهضة العمرانية.