شخصيا وكطبيب، مهتم بشدة بأخبار تعاطي دول العالم مع وباء «كورونا» الذي اجتاح المعمورة ولم يستثن أحدا، أتابع الوسائل الاحترازية التي اتخذتها الدول، وهي تتفاوت من دولة الى أخرى حسب شدة انتشار المرض وحسب الثقافة السائدة في ذلك المجتمع، وأيضا مهتم بما توصل إليه العلماء من أدوية تساعد على الاستشفاء أو السعي وراء لقاح يدعم دفاعات جسم الإنسان من الأساس، مهتم بشكل أخص بالأخبار القادمة من إخواننا في دول الخليج وهي أخبار إيجابية بالعموم.
عن التجربة الإماراتية نتحدث، وكيف جيشت الدولة كل إمكاناتها لحماية مواطنيها الذين كانوا أولوية ومن ثم المقيمين على أرضها وهم أكثر من 50 جنسية يعملون ويقيمون على أرض الإمارات، الحكومة الإماراتية من البداية كانت في منتهى الشفافية في التعامل مع إصابات «كورونا»، لم تخف حقائق أو تتعامى عن الوثائق، بل اعترفت بالإصابات وهي أول دولة طبقت الحجر الصحي، وبعدها جهد جبار لعمل مسحات للكشف عن الفيروس لعموم المواطنين والمقيمين، ومن ثم السعي للحصول على جميع الأدوية التي تساعد على الاستشفاء من «كورونا».
وها هي الإمارات تبدأ بحملة تطعيم ضد «كورونا»، وهي من الدول السباقة التي بدأت بذلك، الإمارات تبنت التطعيم الصيني لشركة سينوفارم، والمعروف أن الصين بدأت تطبيقه بالفعل داخل الصين، والدفعة الأولى من الصينيين بلغ عددهم 50 ألف مواطن أخذوا لقاح كورونا وأثبت نجاحه من دون أي أعراض تذكر، الحملة الوطنية في الإمارات للتطعيم ضد كورونا بدأت في مركز أبوظبي للمعارض الذي بدأ باستقبال من يريد التطعيم، وحتى هذه اللحظة تطعيم كورونا في الإمارات ناجح بامتياز، الشيخ عبدالله القاسمي والشيخ عبدالله بن زايد ومحمد بن راشد آل مكتوم كانوا من أوائل المتلقين للقاح.
والآن الإمارات تعمم اللقاح على الأطباء والعاملين في الصفوف الأولى وحتى أمن المطارات، مطار الشارقة أول من يبدأ بتطعيم العاملين فيه، تلاها بعد ذلك حملة لتطعيم ذوي الشهداء وأسرهم وأبنائهم، وبعض التقارير الصحافية تكلمت عن وافدين في الإمارات تلقوا التطعيم ضد كورونا، ولكن لست متأكدا من واقعية الخبر.
ومع ذلك، نحمد الله على أن الإمارات معنا بالخليج، فهم سباقون في كل مجال وتجاربهم ونجاحاتهم حتى في أصعب الظروف تدرَّس للغير وإلهام لشعوب الخليج العربي، ولا قصور في بقية الدول والحكومات، لكن تجربة أبناء زايد دائما نبراس، ختاما، أما آن الأوان لإرسال وفد من وزارة الصحة الكويتية لدراسة ميدانية على نسب نجاح اللقاح في الإمارات؟ ماذا ننتظر؟ وفي الختام سلام.