في الآونة الأخيرة علت أصوات في الإعلام المرئي والمسموع تتهم إخواننا في المملكة العربية السعودية بأنها اندفعت في اليمن اندفاعا من دون اللجوء للتفاوض أو السياسة، وكأن المملكة تطلب الحرب بأي ثمن كان، وكأن اخواننا في السعودية لهم تاريخ في المغامرات السياسية مثل بعض دولنا العربية الجمهورية، هذه الأصوات بعضها للأسف عربي الأصل وبعضها أيضا خليجي للأسف، يتهمون المملكة بانها هي من أشعلت فتيل الحرب في اليمن، متناسين تاريخ الحوثي الطويل في الغدر والألاعيب السياسية.
دعونا نذكركم يا سادة، بان هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض بها الحدود السعودية لاستفزاز الحوثي، في العام ٢٠٠٩ وهو ليس ببعيد، قام الحوثي انطلاقا من صعدة بعمليات عسكرية تعرض فيها للدوريات الأمنية ونقاط الأمن التابعة للداخلية السعودية على طول الشريط الحدودي في تلك المناطق الجبلية، ضرب قناصة وقذائف هاون وبعض رشقات الكاتيوشا داخل العمق السعودي، ردت السعودية في الحال بنيران مباشرة على مراكز الحوثي الحدودية من دون التوغل بالعمق اليمني، كان لليمن وقتها حكومة شرعية يقودها الرئيس صالح الذي للأسف اتضح انه ممول للحوثي من الباطن وعلى وفاق ظاهر.
واحتراما للحكومة المركزية باليمن اكتفت العمليات العسكرية في وقتها بإخماد مصادر النيران من دون الطيران السعودي ومن دون توغل للدبابات والآليات الثقيلة، استمر القصف السعودي بالمدافع وراجمات استروس السعودية أشهر قليلة وسرعان ما انسحب الحوثي لصعدة، كان قائد تلك العملية الامير خالد بن سلطان ال سعود، خلف الحوثي وقتها قتلى وأسرى واعتقدت الحكومة السعودية ان الرئيس صالح سوف يكبح جماح الحوثي بعد تلك المغامرة البائسة، ولكن للأسف.
حتى الرئيس صالح الذي تحالف معهم لم يسلم من غدرهم، وآثروا قتله بعد تعرض موكبه لإطلاق نار قتل هو وبعض جماعته على اثره، وفي آخر تصريحات الرئيس صالح يبدو واضحا ان الرجل قد ندم على التحالف مع الحوثي وداعميه وآثر الرجوع للديبلوماسية مع السعودية ويبدو لهذا السبب قتلوه.
واليوم وبعد تعرض المملكة للقصف بالصواريخ الباليستية بأنواعها من الحوثي وداعميه، لايزال بعض المخدوعين والمغرر بهم يعتقدون أن المملكة هي من تسعى لخلق المشاكل في اليمن وكأن المطلوب من السعوديين أن يموتوا تحت القصف في صمت من دون أي دفاع! هل هذا هو الصواب في نظركم؟! على العموم الحقائق تفرض نفسها في النهاية ويعلم في النهاية من المعتدي ومن المعتدى عليه، وختاما اللهم أعز راية التوحيد وأعز المملكة ولا تعز عليهم احدا.