جرت العادة أني لا أكتب في أي قضية رأي عام إلا بعد أن تخبو نيرانها حتى تتضح الأمور وتتراكم التفاصيل، أعلم ان الكثير من الإعلام من حولنا مؤدلج وموجه وينساق في حرب إعلامية واضحة، التأني في الكتابة في مثل هذه الظروف أراه واجبا حتى لا تضع نفسك في موقف محرج وسالفة بايخة تحتاج بعدها للتبرير.
عن القضية الخاشوقجية نتحدث، بالمختصر المفيد مواطن سعودي وافته المنية داخل السفارة او القنصلية السعودية وهناك شبهة جنائية، المحقق سعودي والتحقيق سعودي وأعلنت حكومة المملكة أنها ستعاقب المتسبب في موت خاشقجي مع العلم ان التحقيقات لا تزال جارية وقد يكون فيها مستجد ولكن هذه الصورة باختصار، شأن داخلي سعودي محض ولكن البعض، والله يستر من البعض، أقول البعض رآها فرصة للانقضاض على المملكة وكأنه ما صدق، وكأنه كان يتمنى او يبحث عن خطأ يهاجم به المملكة من خلاله، وقد حدث بالفعل. وفاة خاشقجي بداخل القنصلية او السفارة كان خطأ جسيما ونحن نثق في قدرة المملكة على محاسبة المتسبب، ولكني صراحة هالني كمية الحقد الأسود الذي يكنه البعض على المملكة حكومة وشعبا، وأقولها صراحة ضد شخص ولي العهد بنفسه، البعض رآها فرصة سانحة لتسوية حسابات قديمة، تسريبات وقصص مفبركة وخيال مريض في روايات هدفها حلب تعاطف الرأي وتكوين جبهة إعلامية ضخمة ضد السعودية، فقد أوجعتهم المملكة في موقفها في اليمن وضد الفوضى في مصر، يزعجهم اقتصاد المملكة المتنامي، يزعجهم صوت المملكة العالي المعادي لسياسة ومشاريع بعض دول الجوار، وها قد حان موعد دفع الحساب، واهمون.
عزيزي القارئ انتبه في تركيا، رجل أعمال كويتي يضرب بالرصاص، معارض إيراني يغتال علنا، وصحافية أجنبية عذبت وقتلت من مجهولين بعد أن بدأت تحقيقا صحافيا في تمويل داعش، ولم يتحرك أي أحد، هل تعتقد أن دولة مثل أميركا وسجلها في أبوغريب، بلاش أبوغريب، منذ 3 أشهر فقط أمر الرئيس ترامب بقصف الموصل شمال العراق بصواريخ توماهوك كروز لمدة دامت أكثر من 5 أيام قتل على إثرها أكثر من 500 مدني، لم يعتذر أي مسؤول أميركي وطبعا لا تعويض، لم يتكلم أحد عن قنابل الفوسفور في الفلوجة لم يتكلموا عن بلاوي رامسفيلد، هل تعتقد ان من يتبنى مثل هذه السياسات مهتم جدا بحقوق إنسان مواطن عربي مات بسفارة بلاده لوجه الله تعالى، بجد يعني تصدق؟
عزيزي القارئ، الغرب يستخدم قضايا حقوق الإنسان كشماعة، حجة، وسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية والابتزاز الاقتصادي، لي ذراع يعني، اما الكلام عن حقوق الإنسان والصحافيين والحريات فنحن في الخليج والعالم العربي ككل، فينا من هم أولى بالحديث عنها من اي مسؤول غربي نعلم يقينا انه يرغب في ابتزازنا او تطويعنا، هو يريدونها حجة للضغط على شخص الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
الأضواء كلها تتجه نحو الأمير الشاب، واقتصاد المملكة يتحول ويتنوع بعيدا عن النفط وبخطى ثابتة تلفت الأنظار، هذا يزعج البعض ولا يستسيغه الكثيرون، وللأسف ولا حتى من كنا نظنهم (عربا) مثلنا.
أما بخصوص وفاة خاشقجي فأنا أثق تماما في حزم المملكة ونظامها، هناك سابقة في هذا الأمر قامت الرياض بتطبيق الحد تعزيرا ضد احد الأمراء الذين أدينوا بقضية قتل مواطن، لا مجاملات ولا تهاون هناك بمثل هذا الخصوص، وهذه الهجمة الإعلامية كلها ليست لشخص جمال خاشقجي، الكاتب الإعلامي الصحافي المعارض او أيا كان المسمى، أكاد اجزم لو لم يكن خاشقجي لكان شخصا آخر او حادثة أخرى تستخدم للحشد الإعلامي، القصد هو بكل بساطة النيل من الأمير محمد بن سلمان، هم يريدون محمد بن سلمان، القصد هو عقاب المملكة، عزيزي القارئ الحرب هنا إعلامية بامتياز على (عقلك)، فهمت.
ختاما، عندما تهاجم السعودية، أنا في الدفاع عنها سعودي، ودمتم.