هو حقا إنجاز إماراتي عظيم يحق لكل مواطن خليجي وعربي ان يفخر به، خليفة سات هو أول قمر صناعي إماراتي بتصنيع محلي بنسبة 100%، قمر صناعي عربي صنع بأيدي شباب الإمارات المخلص لوطنه، شباب الديرة بحق الذين احتضنهم مركز محمد بن راشد للفضاء، صقل مواهبهم وتبنى حماسهم وإخلاصهم للعمل، وبعد أربع سنوات من العمل المتواصل تكون هذه النتيجة بأحلى صورة وطنية، وأطلق هذا القمر منذ ثلاثة أيام من مركز تانيغاشيما في اليابان في الساعة الثامنة صباحا تقريبا بتوقيتنا نحن في الخليج، ويالها من لحظات، سجل يا تاريخ.
يقاس تقدم الأمم في إنجازاتها في مثل حقول العلم هذه التي ظلت لفترة طويلة حكرا على الغرب والشرق دون العرب، هندسة الطيران علوم الفضاء ودراسة الذرة والذكاء الصناعي ولغات برمجة الحاسوب وصناعة الموصلات وأشباه الموصلات وغيرها من مثل هذه التخصصات، وللأسف كان إنجاز العرب في هذه العلوم قليل ومتواضع، في السبعينيات والثمانينيات تصدر العراق ومصر في مثل هذه الأمور الهندسية، ولكن مع تعاقب المشاكل السياسية وتراكم التحديات الاقتصادية ولأسباب أخرى عديدة تخلفت الدول العربية الجمهورية مع الأسف في هذا الركب، ويبدو ان مصر الآن تحاول تعويض ما فاتها، البداية كانت في التسعينيات عندما أطلقت مصر قمرها (النيل سات)، لكنه لم يكن صناعة وطنية بل كان صناعة إيطالية تحديدا شركة (إلينا ماركوني سيستمز) بإدارة مصرية بعد تدريب الكادر البشري المصري ولكنه يعتبر اول محاولة عربية ناجحة لاقتحام عصر الفضاء، قبلها العراق بصاروخ (العابد) الذي لم يكتب لهذا المشروع النجاح.
اختلفت الظروف الآن، تلك البذرة التي زرعها الشيخ زايد، رحمه الله، كبرت ونمت، خطوة خطوة ومن دون ضجيج أو صخب إعلامي أنجزت الإمارات صناعة قمرها الصناعي الأول بعد ان استثمرت الكثير في البنى التحتية والعلمية واستثمرت أيضا في الإنسان والمهندس الإماراتي الذي يحق له الآن ان يفرح ويفتخر بما صنع، مع العلم ان الإمارات لديها بالفعل صناعة طيران بالشراكة مع دول أجنبية مثال «شركة يبهون» للطائرات دون طيار و«شركة ستراتا» لصناعة قطع غيار الطائرات بالتعاون مع ايرباص و«شركة جامكو» لصيانة محركات الطائرات وغيرها من الشركات الإماراتية، وما توفيقي إلا بالله، النموذج الإماراتي نموذج ناجح بامتياز في كيفية تسخير موارد الدولة باقتدار لتحقيق الأهداف الوطنية، خليفة سات وبإذن الله ما سيتبعه هو حصيلة عمل مؤسسي دؤوب شمل الانسان والآلة مع الأخذ بالاسباب، كل الأسباب، ليخرج المنتج بمنتهى الاتقان، يحق لأهلنا بالإمارات الفرح، واسمحوا لنا بالكويت والخليج ان نفرح لفرحكم ونفخر بكم جميعا، حكاما ومحكومين، الله يديم عليكم النعم ومن عز الى عز يا إمارات، وفي الختام سلام.