شايفك عزيزي القارئ وأنت تقرأ عنوان المقال وتضحك، شايفك، طبيعي تضحك وأي إعجاز هذا في شارع كل سنة يغرق مع أول رشة مطر أو ديمة خفيفة، أي هندسة تلك في رأس مهندس جعلت من هذا الشارع عنوانا لمعاناة الشعب الكويتي في كل موسم شتاء، لعلكم عانيتم ما عاناه أغلبية الشعب من أمطار الأسبوع الماضي، ربي لك الحمد والشكر على نعمة المطر طبعا، باين موسم خير من أوله، لكن هذه الأمطار قلت أو كثرت كشفت لنا معالجة غريبة اعتمدها المسؤولون في الوزارات المعنية للتعامل مع البنية الأساسية في الدولة، شارع فحيحيل نموذجا.
عزيزي القارئ، أيها المواطن الكادح، كم مرة أعيد سفلتة شارع فحيحيل في السنوات الاخيرة؟ كم مناقصة وكم مشروعا أقيم على طول امتداد الشارع من أوله الى آخره؟ وكم مره أعيد صيانته في نفس الأمكنة التي عولجت سابقا؟ انا شخصيا حسب ذاكرتي في الخمس سنوات الماضية أعيدت سفلتة الشارع خمس مرات بل وحتى وقت كتابة هذا المقال، في كل موسم أمطار يعاد ترميم وسفلته الشارع، وأعتقد من نفس الشركات المقاولة، هم هم لا أحد غيرهم، لا شركات جديدة على الرغم من تكرار نفس الأخطاء القاتلة، وتبدأ معاناة المواطن البسيط كل سنة مع الأمطار التي أحالت شوارعنا الى بحر من الحصى يمطر سياراتنا من كل اتجاه على الشارع، وتحول بعض الأماكن الى ما يشبه خباري (ونقع) في عرض الأسفلت تلتهم السيارات التهاما، الغزالي ونفق المنقف نموذجا.
الفارق في الأمر ان هذه السنة كانت الأمطار أشد من السابق، تصحى الصبح ما تلاقي سيارتك هذي قوية، السيل أخذ السيارة معاه في مشوار وراح، وبعضهم وجد سيارته فوق سيارة أخرى، اللي فيكم شاف الفيديوهات، ناهيك عن حالات وفاة هذه السنة والسنة الماضية على ما اذكر، يقولون الموضوع حول الى لجنة لتقصي الحقائق والنظر في الأمور الطارئة، من وجهة نظري إذا حبيت تميت المسألة حولها الى لجنة، الأمر ليس في حاجة الى لجان، الشق عود، الأمر محتاج (لنفضة) حقيقية في الوزارات المعنية، أفعال وليس أقوال، حساب وعقاب للمقصر حتى يرتدع ويتعدل البعض، أما التصريحات فنسمعها من سنين وفي كل غرقة مع أمطار الشتاء للأسف.
ختاما، عزيزي المواطن، الحكومة في السبعينيات كانت تخطط لإقامة مفاعل نووي في الكويت، تصور، نفس الحكومة الي هندست شارع فحيحيل، اشوه ان ماصار، جان المواطن الكويتي يمشي بثلاث ارجل الآن، وفي الختام سلام.