من الواضح أن المواطن (الكويتي) قد سقط - بقصد أو بدون قصد - من حسبة حكومتنا الرشيدة فيما يتعلق بالوضع الداخلي والاجتماعي للدولة الكويتية، عن ملف التجنيس أتحدث، التجنيس وما أدراك ما التجنيس، الذي تحول إلى أداة للمساومة السياسية مع الأسف ولي ذراع كما يقولون، صفقات سياسية تكون على حساب البلد ومستقبله، تعتقد الحكومة وهذا واضح أنه أسلم طريق للتهدئة أو هكذا يعتقدون!
إذا «عدى» ملف التجنيس هذه المرة بهذه الطريقة فلن تكون الأخيرة، يبدو أن بعض نوابنا الذين نسوا انهم نواب للشعب الكويتي دون غيره، قد أدمنوا لعبة التصعيد لتحقيق المكاسب، أين كانت، على حساب الوطن والمواطن في ظل (قبول) الحكومة لهذا الأسلوب، أقول (قبول) عشان الرقابة وكذا انت فاهم يعني، وأقول لكم صراحة هذه لن تكون الأخيرة ستتبعها محاولات أخرى بنفس الأسلوب في قضايا أخرى ما لم تحسم الحكومة أمرها مع هؤلاء.
عندما تم سحب جنسية البعض قلتم بالتلميح إن هناك تزويرا في الجنسية وبعضهم شكل خطرا للأمن الوطني الكويتي، وبعد كم سنة أرجعتم لهؤلاء الجناسي بطريقة غامضة مبهمة، طيب من حقنا كمواطنين أن نسأل ونريد إجابة واضحة، لماذا سحبت ولماذا أرجعت؟ ما السبب؟ ما الداعي؟ ولماذا هذا الصمت الغريب وكأن الحكومة لا يوجد بها متحدث رسمي؟ ام ان موضوع (الجنسية) صار عادي جدا وروتين فلا حاجة للحكومة أن تضيع وقتها الثمين للرد عليه؟
إلى الحكومة الكويتية السلام عليكم، لن يفيدكم إلا الكويتي، ولن يقف معكم في السراء والضراء إلا الكويتي، الانتماء للأرض ليس ورقة تكتب في إدارة حكومية، الانتماء وحب الأرض شيء تراه في الأفعال قبل الأقوال، شيء لا يشترى بمال، ولا حتى بجناسي توزع هنا وهناك وكأننا في مهرجان تسوق، مزدوجو الولاء ومزورو الهوية لن يصنعوا لك وطنا ولن يقيموا لك هوية بل العكس، أضاعوا الهوية الكويتية وأصبحنا في الساحة نرى أفعالا ليست (أفعالنا) ولهجة غير لهجتنا وأخلاقا ليست من أخلاق أهل الديرة الطيبين أبدا، صرنا للأسف أقلية في بلادنا وصار الواحد يهاجم في كل وقت وحين بتهمة انه وطني وخايف على بلده صار الواحد يخاف يتكلم، صار يخاف يشتكي وكل ذلك بسبب إرهاب هؤلاء لكل من يخالف منطقهم المعوج، لا ادري لماذا طرأ على بالي كلام الشاعر هادي المنصوري عندما قال: «تراهم يوالونك ما دامت البطون شباع».
في إحدى زياراتي لأميركا سمعت عن مناطق و(محميات) مسورة يعيش بها (ما تبقى) من قبائل الهنود الحمر، سكان أميركا الأصليون الذين قذفهم المهاجرون الجدد في جيتوهات مغلقة، أخشى ما أخشاه، الله لا يقوله، أن يتحول المواطن الكويتي «هندي حمر» في ديرته، محوطين الفيحاء او السرة أو صباح السالم مثلا بسور يعيش المواطن بداخله لا حول له ولا قوة، خيال سريالي صح، ومنا إلى أولي الأمر ومن يهتم بالأمر، والله من وراء القصد والسلام.