مواطن يعمل في القطاع الخاص، لابد من تجديد رخصة المركز أو المؤسسة أو الشركة أو العيادة في وقت معين حتى يتجنب العواقب القانونية والإدارية المترتبة على توقف الترخيص وأولها إيقاف دعم العمالة وما يترتب عليه أيضا من تداعيات كبيرة في دخل الفرد، خصوصا اذا كان عليك أقساط من أي نوع، كون الأقساط دايما ما ترتبط اوتوماتيك بدعم العمالة، ولكي تجدد الترخيص لابد من التنسيق ما بين وزارة الشؤون وإدارة التراخيص التابعة لوزارة الصحة في مقرها في منطقة الصباح الصحية، الفحص الطبي للعمالة على سبيل المثال احدى تلك المسؤوليات التي تقدم أوراقها هناك، ومن هنا تبدأ القصة.
لكي يمنح الترخيص الخاص بالمركز لابد من تجديد تراخيص جميع العمالة الموجودة، سكرتارية موظفين أطباء وممرضين، عمال وخلافه، بالإضافة الى اذون العمل الصادرة من الشؤون، تدخل البيانات الكاملة مع استيفاء الأوراق في التراخيص ومن ثم تذهب للشؤون لاستخراج إذن العمل، وعادة ما يكون هناك ربط الي بالكمبيوتر بين الوزارتين.
من أسبوع تقريبا اكتشفنا ان هذا الربط اصبح ملغى، متوقف، ميت، لا يعمل، وكل المعاملات أصبحت متوقفة عن العمل، وعند الاستفسار عن الأمر اتضح ان مديرا ما، له ملاحظات خاصة بخصوص الربط، التي اصطدمت بشكل ما، مع ملاحظات خاصة بالمدير الثاني، فتوقف العمل بكل بساطة، هكذا قيل للمراجعين الأسبوع الماضي، السؤال الآن متى سيتفق الطرفان على طريقة الربط وتفاصيله؟ لا نعلم، متى بالإمكان المراجعة؟ خلال أسبوع؟ أسبوعين؟ لا نعلم، هل هناك رقم تلفون ارضي بالإمكان الاتصال عليه بدل هذا المشوار اليومي؟ لا يوجد، طيب ما العمل؟ لا شيء راجع كل يوم الى ان ربي يفرجها من عنده.
تحاول ان تشرح للسادة المسؤولين في كلتا الوزارتين، ان هذه الأوراق على اختلافها، تراخيص أو تقارير أو ملاحظات تفتيش أو غيرها، مرتبطة بدخل الفرد، كل ورقة اذا لم تكن مستوفاة من دون مبالغة تساوي الف دينار من المرتب يخصم شهرا، وربي عالم اذا ترجع بحسابك أو لا، وهو المعاش فيه كم ألف دينار يعني، شغل ناس ومصالح كثيرة شغلها متعطل بسبب هذه الحكاية، السيد المسؤول يهز رأسه على أساس انه سمع ثم يقول «ما في بيدي شيء تعال باجر»، مع العلم ان المراجعين سواء من المواطنين أو المراسلين، أصبحت وجوه البعض مألوفة من كثر ما تردد على تلك الدوائر الحكومية، من هنا أو هناك، وصرنا نضحك على بعضنا البعض في الدخول وعند الخروج اذا تلاقت الأنظار ولسان حالنا يقول (كلنا في الهم شرق يا صاحبي) وحتى يتفق الطرفان في تلك الوزارتين لا يسعنا إلا أن نقول ربي يهدي الجميع وينصلح الحال، وفي الختام سلام.
نغزة أخيرة، عزيزي المسؤول (مدير كبير طال عمره)، ترى عادي تستقبل الناس بضحكة أو ابتسامة بسيطة، أنا مو جاي اطلب منك سلف، أنا جاي بمعاملة طال عمرك، ربي يخليك ذخرا للمواطنين الكادحين والمراجعين، ودمتم.