الأسبوع الماضي كنت في طريقي إلى النادي، ليلا، كما اعتدنا انا وبعض الأصدقاء نجتمع ساعة او ساعتين في أيام معينة لقضاء وقت ممتع وللترفيه والرياضة لا شيء اكثر، وانا انتظر عند إشارة المرور توقف بالقرب مني باص صغير يبدو انه تابع لناد رياضي للأطفال، الأمر إلى الآن عادي، إذ فوجئت بعد ان قام احدهم وفتح النافذة ناحيتي، وصار من دون اي سبب يكيل السباب والشتائم وبأقبح الألفاظ، بدا سعيدا وفرحا وهو يريني مستوى تربية أبويه ضاحكا وهو بهذا القدر من سوء الأدب، طبعا ولأن أصدقاءه بالقرب منه يشاهدون المنظر، تحمسوا، فتحوا النوافذ وانضموا الى جوقة الشتامين، كل ذلك بلا سبب، بالنسبة لهم كان شيئا من التسالي والطرافة مع الأسف.
فار الدم في عروقي، رديت عليهم «عيب يا ولد احترم الكبير»، يسارعون بالاختباء وانا اسمع ضحكاتهم، أفكر ما ادري أوقف هذا الباص بالغصب وأعطي هؤلاء درسا مجانيا بالتربية، لا أعلم، وأنا في قمة غضبي تتحول الإشارة الى خضراء، ويمضي كل في سبيله وانا من داخلي أغلي، أغلي من الغضب مما رأيت من سوء الأدب ووقاحة اللفظ، أفكر في نفسي أين تربى هؤلاء وما هي نوعية الآباء الذين يروجون لنا مثل هذه التصرفات؟
فلماذا تتعجبون من تصرفات بعض أبنائكم في المدارس، التنمر والعنف والاستقواء على الآخرين؟ فهي نتائج تربيتكم انتم يا سادة، هؤلاء الأطفال انا على يقين انهم لم يعرفوا شيئا عن التربية والأخلاق بل ربما العكس، ربما قام احد ما في المنزل بزرع فكرة ان شتم شخص عابر في سبيله هو نوع من الشجاعة وربما الرجولة ايضا، فالابن في النهاية على ما علمه ابوه، والأطفال بطبعهم مقلدون، لا تستغربوا اذا رأيتم فيديوهات العنف في مدارس الوزارة يا سادة، هذه بكل بساطة حصاد تربيتكم وما زرعتم انتم في نفوس اطفالكم، في رأيي المتواضع ما قامت به الوزارة ان صح، من فصل للطلبة المتنمرين أصحاب فيديوهات الهواش، هو في نظري اقل واجب، وربما نحتاج الى إجراءات اكثر صرامة وردعا للآباء والأبناء معا، وربما تدريس مادة تختص بالأخلاق إن أمكن.
الخلاصة، مو قد التربية، لا تخلف مجرمين، وشكرا.