على قدر ما فرحنا بإنجاز ضخم مثل هذا وهو افتتاح جسر جابر الذي طال انتظاره، على قدر ما تلظت قلوبنا نارا وغيظا من تصرفات البعض، كويتيين او غير كويتيين على السواء، ارجع وأقول البعض ولا أعمم، لا أريد في هذا المقال ان أتحدث عن جسر جابر كإنجاز هندسي وفوائده وأهميته الاستراتيجية وخلافه، هذا الموضوع قد قتل بحثا، لكني أريد أن أتحدث، والحرقة في قلبي، عن تصرفات غير مسؤولة قام بها البعض على الجسر وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مرضى النفوس الذين اعتادوا على تخريب وإفساد كل جميل.
بعد افتتاح الجسر بساعات قليلة للأسف، انتشرت القمامة وبشكل مخيف على امتداد الجسر من أوله إلى آخره، على سطح البحر وعلى الأسفلت، مع الأسف منظر غير حضاري وهمجي على الانطلاق وكان البعض لا يحلو له ان يفرح الا (بتوسيخ) ما حوله ليجعلنا نحن نعاني من المنظر والروائح من بعده، طبعا شارع البلاجات والخليج بعد العيد الوطني اكبر مثال، بعد الافتتاح بساعات توقفت احدى زوجات السفراء لتجمع المخلفات التي تركها بعض المواطنين والمقيمين بعد احتفالهم المزعوم هذا، سيدة أجنبية بمكانة مرموقة بالمجتمع تجثو على الركب لتنظف ما قمنا نحن بإتلافه وتلويثه هل هذا معقول؟ يال هذا الموقف المحرج والى ربي المشتكى.
البعض يقول ان الوافدين احتلوا جوانب الجسر وضفتيه وهم السبب في هذا التلوث، أقول نعم ولكن أين المرور من ذلك وأين شرطة البيئة أين الداخلية؟ أين الكاميرات التي تحدثتم عنها على امتداد الجسر؟ ألم تصور أو ترصد أي مخالف هناك؟ وكان الموضوع محتاج كاميرات، مع الأسف هناك حملة تباهي بين ضعاف العقول لرمي المخلفات وأكياس القمامة في البحر، هؤلاء المخربون يقومون بتصوير أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يلقون بزبالتهم في البحر بكل أريحية وتحد للسلطات، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
لا تنقصنا قوانين، تنقصنا يد حازمة وقرار شجاع لمعاقبة هؤلاء مفسدي الفرحة، وافدين أو مواطنين، خصوصا هؤلاء الذين تحدوا سلطة الدولة جهارا نهارا وقاموا بتصوير أنفسهم بكل فخر وهو يلقون أوساخهم بالبحر، هذا سفه وجنون وإجرام وضرب للقانون لا يمكن السكوت عليه، اخواننا في الداخلية والجهات المسؤولة عسى منكم من يقرأ هذا المقال ويتحرك، وكل عام وأنتم بخير وفي الختام سلام.