هل الأرض كروية؟ قد يبدو هذا السؤال بمنتهى السخف ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين، على أساس أننا نتكلم عن ثوابت علمية خالصة ومنتهٍ الجدل فيها من أيام جاليليو، ولا أدري ما الحكمة من معاندة أمور مثل هذه تعتبر من أساسات العلم الحديث خصوصا في مجال الجغرافيا والفضاء، العناد لمجرد العناد فقط.
منذ أيام قليلة استمعت لمقطع من محاضرة لأحد مشايخ الدين الذين تصدروا للفتوى، كويتي، وهو يتكلم عن كروية الأرض وان هذه المعلومة لا يؤمن ولا يعترف بها لأنه حسب كلامه لم يرها بعينه ولا يملك لها دليلا (ملموسا)، وقد صرح مرارا بأنه لايزال يعتقد أن الأرض مسطحة، معتمدا بذلك حسبما يقول مما يثبته نظره فقط على استقامة سطح الأرض، تصوروا، اندهشت اكثر ان البعض، أقول البعض، لايزال يؤمن بمثل هذا الكلام، دع عنك تليسكوب هابل وناسا والنظرية النسبية لأينشتاين وهيا بنا نستمع لمثل هذه الأطروحات، هل يعقل هذا يا عالم.
للأسف، بعض المشايخ ورجال الدين ومن تصدروا للفتوى في الإعلام والفضائيات وعلى شبكات التواصل، يضعون الدولة والأمة والشعب في موقف محرج بسبب هذه الأمور، خصوصا رأي هؤلاء الشرعي يعتد به في أمور أخرى اجتماعية مثل الزواج والطلاق والميراث وخلافه، ولربما جرت الاستعانة برأي هؤلاء في أمور سياسية أيضا، أقول كيف سيكون شعور من أخذ برأيهم في السابق وهو الآن يستمع لمثل هذه الآراء التي ربما ضررها سيكون اكبر من نفعها خصوصا ونحن أمام فضاء إعلامي مفتوح؟ يا أخي أحرجتمونا أمام الناس وبقية العالم وأمام أنفسنا أيضا.
شيخ ورجل دين على راسي، وأنا شخصيا لا أفتي بأمور الدين وليس لي علم فيها، وكذا الأمر عندما يكون علمك قاصرا في الفضاء والفيزياء وعلوم الطيران لا تفت فيها الله يخليك حتى لا تضحك علينا العالم، يعني معقول الدول العربية مثل السعودية والإمارات تحاول خوض غمار تجربة الفضاء والأقمار الصناعية وهناك بين أظهرنا من يحاول أن يعيدنا للمربع الأول وفق فهم القرون الوسطى للنجوم والكواكب، فعلا شيء محرج، اسكتوا بارك الله فيكم، وليفتِ كل صاحب علم بعلمه. وفي الختام سلام.