سنة الهدامة، سنة الجدري، سنة المناخ، سنة الغزو، سنة الأزمة الاقتصادية، وهذه سنة الكورونا، أزمة جديدة تمر بها البلاد والعباد على هذه الأرض الطيبة، الفرق انه في هذه السنة لسنا وحدنا في الكويت من يعاني من هذا الابتلاء ولكن الدول الخليجية والعربية وبقية دول العالم، وهذا تقدير الرب عز وجل ولا راد لقضائه، ولنعتبرها فرصة للوقوف مع الذات لنرى أين أصبنا وأين أخطاؤنا في التعامل مع هذا الظرف الطارئ.
من دون مبالغة تعامل وزارة الصحة في هذا الظرف كان اكثر من ممتاز، وسعيد بأن أرى الإشادة تأتي من الإعلام الخارجي من دول أخرى سواء من إعلام حكومي آخر أو تعاطي المحطات الخاصة وتغطيتها للاجراءات الاحترازية القياسية التي فرضتها الوزارة تماشيا مع الحدث وان كانت لم تعجب البعض في البداية ولكنها كانت الأنجح بين دول كثيرة في تحجيم انتشار المرض، ذلك هو النجاح، تحية خاصة للجنود المجهولين على منافذ الدولة من الأطباء والممرضين ويعطيكم ألف عافية.
أما من الجانب السياسي، وهذا الكلام المعني به السلطة التنفيذية للدولة، فحدث ولا حرج، للأسف كان هناك مجاملات كثيرة تمت بشكل لا يليق منذ البداية، التخبط في بعض القرارات كان واضحا مع الإقرار بان شفافية الحكومة كانت ممتازة وأفضل من غيرنا بمراحل والحق يقال، وليس هنا مقام جلد الذات ولكن من المهم بعد ان تنجلي الأزمة، ان تلتفت الحكومة الى الوراء قليلا، من البداية من نقطة الصفر، لتستفيد من أخطائها وتدرس توزيع الأدوار على قيادييها والوزارات المعنية وطريقة التعامل مع الاعلام بهذا الخصوص، سنة الكورونا هذه راح تعدي بإذن ربي الواحد الأحد كما عدت سنين مضت سابقا بآلامها، واعتقد الواحد وفي تلك الأيام القليلة ومع زحمة الأخبار عن هذا المرض الغريب قد تكون مخزون هائل من الذكريات من الممكن ان تكون قصصا مشوقة للأحفاد يوما ما أو كما يقول القائل تكون عبرة لما قبلها وأدبا لما بعدها، وفي الختام سلام.